صدى الصمت
بقلم الشاعرة كفاية مصطفى
في ركن خافت تجلس
تستجمع ما تبقى من
تنهيدات تائهة
نهر دموع
يتدفق من عينيها .
ما بها ولما تجلس بخلسة
في خفية الظلام الداكن ؟
ماذا دهاها ومن أجبرها
لهذا التصرف الحائر ؟
وبماذا تراودها نفسها ؟
جلست تلملم أطرافها
الأربعة بين حنايا الرأس
فوضى الحواس المبعثرة
يضم جسدها
وأحاسيسها
نظرتُ إليها من بعيد
وصدى الصمت يُسمع
تأوهاتها
بنمط شديد
وضعتُ يدي على خدي
أغوص في حالها
لا علم لي ما بها
قد إستبقني شغف المعرفة
لأستكشف سرها
لا أبالي بتركها
هي في حال لا يرثى لها
لعلي أُجيد إستجوابها
دنيتُ منها
شعرت بخطواتي أتقدم
نحوها
رفَعَت قليلا من رأسها
فتنني جمال وبريق
عيونها
ألقت بي أرضا أهدابها
كسهم يخترق
حشايا الروح
هِمتُ بها
خر سقيطا قلبي
وأصبح أسيرا
في سجنها
ماذا فعلت بي وما
عشقي لها
جذبَت حواسي
واستحكمت
ما الحب الا أن تهيم
بي وأهيم بها
تدفق الحب في عروقها
وانكسرت حواجز اللقاء
وباركهما الرحمن
وماذا بعد سنوات من زواجها
خلعت القرعة حجابها
تلاشى الحب بعد كسر قلبها
إحتضنت الوسادة
دموعها
حاولت ان تخفي جرحها
فاض من الجوف ألمها
وثقل حملها
لم تعد تحتمل رجمها
بكلام جارح يهينها
ماذا تفعل قد بلغ الكيل
همها
لتعود منكسرة لأهلها؟ تفنن الأهل في قمعها وتثاقلوا لاستقبالها .
طفلين في حجرها
استقرت في بيتها رغم انقلاب
زوجها
لا تدري ما تفعل في حالها
لتختفي عن الانظار ام
تخفي من الدنيا أثرها؟
حال الكثيرات من النساء
إما معلّقة وإما مطلّقة
واما حياة مفبركة.
رحم الله كل انثى إعتراها
الذل والإنكسار .
كفاية مصطفى .ع