الغزالة والصياد( ثلاثية الإنسانيات)بقلم أحمد المقراني
هي الغزالة ذات العين والجــيـد°°° رامت كناسا لها في الغاب والبيد
لما أحست مخاضا زار ساحتـــــها°°°فيه انزوت تهفــو لطلعـة الوليـــد
كناســــــها آمــــن والستر يغمــره°°°حصــــــــن وزينتــــــه ربـــــــة الجيــد
°°°°°°°
الجدي لما بدا وعين الأم ترمقه°°°بفرحة انبجست وبالأنفاس تنفحه
بعنقها له ترنـــو والحنان همـى°°°وباللــــــسان الدفـيء تثغو وتلعقه
يحاول الجدي للنهوض منتصبا°°° فما استطاع لكــــــن الأم تسـعفه
°°°°°°°
وبينما الحرة الهيفاء في رغد الآمال°°° ليس لها علم بطـارئات الليالي
إذ ولج الصـــــــياد في ذاك المـكاــن°°°باحــــــــثا بجد في ذاك المجال
لكنه عزم الرحــــــــــيل لما لم يجـــــد °°°أثر الطــــــرائد في تلك التــلال
°°°°°°°°
مأمأت الغزالة فـــي حنق جبـــــار°°°محتجة على المرور قرب الـدار
من الغريب الطارق المـــنتاب؟ °°°وكلــها استنــــكار في استفسار
فالتفت الصياد صوب الصوت °°°ونحـــــــــــوه سدّد طلـــق النــار
°°°°°°°
جرح عميق غار في عظـــم الكتف°°°فانهارت المسكينة مع الأسف
صعق الصياد فعلا عندما اكتشف°°°جديا يتيما ضـــرب كفا بكـــف
يا حسرتاه ما عــــساه فاعـــــــــــــل °°°والجدي مقرور جوعان يــرتجف
°°°°°°°
لحسن الحظ فالـــغزالة ناجيـــة°°° فالتفتت نـــحو الصـــياد باكــية
بنظرة المكلوم تبدو في رجــاء°°°والدمع يهمى من رموش حانيـة
:استحلفك الله أن ترعى الوليد°°°فالكـل إلى الله، والــــحياة فانــية
°°°°°°°
ونظرت لنفسها تعني تقــول :°°°حصنت داري لوحصنت ما أقول
حملها الصيـــاد والجـــدي إلى°°°داره بـــــــــــرفق والسرد يطـــــــول
أولاهما العناية بالطب البديل°°°آملا آلامـــــــــــــها ســوف تـــــــزول
°°°°°°°
هل ترى من يخطئ يبدي النــــــدم°°°ممن طغوا واستكبروا فوق الأمم
من ولغوا في الشرف وفي الذمم°°°وأورثوا الشعـــــوب دمــوع الألــم
هل ينتهوا من فعلهم مثل الصياد°°°عــــوْدٌ إلى الرشــد وحـقن الـــدم؟.
°°°°°°°
يصنف الناس حسب المظهر والهالة والدعاية والسلطة القاهرة إلى عظيم وبسيط، ويزيد الأول بريقا وفخفخة وكبر بنفاق الناس وانقيادهم، ويزداد الثاني جفاء ونفورا كلما ترفع عن الانغماس في الدنايا، ونأى بنفسه عن النفاق والانقياد.وعليه يتمتع الأول أو يتظاهر بالتمتع بتلك الهالة التي تشبه هالة السمكة الضئيلة في الداخل بنفخ صورتها لتبدو لناظرها عظيمة تستأهل التبجيل. لا .. أيها المغرورون ليست العظمة بالمظاهر واستعمال القوة لفرض قشورها، العظمة تكمن في النفس والوجدان والأخلاق. في القصة التي حكتها الثلاثية عدة حكم ومواعظ وفكر منها اعتراف الغزالة بخطئها لما تكلمت حين يجب السكوت. وأبرزحكمة دور الصياد الذي أخطا لما تعجل بردة فعله لكنه عاد وأصلح خطأه من أجل الصغير الذي سوف لا يجد من يحميه لو فقد أمه. فهل يوجد في من يعتبرون أنفسهم من عظمائنا من له صفات تحاكي أحداث القصة وأهمها شهامة الصياد قد أظن وقد لا أظن.
أحمد المقراني.