أيتها الغامضة للشاعر عمر سمير

 ... أيتها الغامضة ...

أيتها الملتفةُ بأغطيةِ الحزنِ الذى لم يأتِ بعد ..

أيتها الخائفةُ من أشياءٍ لا تعرفينها ..

أيتها المجهولةُ رغم كنوزكِ المطلوبة ..

أراكِ وقد اخترتِ لنفسكِ الرهبانيةَ الحذرة ..

أراكِ وقد صنعتِ عالمَكِ الخاص ..

أراكِ وأنت تمدينَ فقط أصابعَ قدمِكِ فى بحرِ الواقع ..

ثم تعودينَ إلى جزيرتِكِ الآمنة ..

تمنعينَ كيانَكِ عن الوحوشِ ومصاصى القلوب ..

تعطينَ فقط إشاراتٍ للعالمِ أنكِ موجودة ..

لا زلتِ هناك ..

لا يعلمُ أحدٌ عنكٍ إلا ما تسمحينَ أنتِ به ..

أعلمُ أنكِ تبكينَ كثيراً .. وحدكِ ..

أعلمُ أنك تضحكينَ بلا سبب .. 

أعلمُ أنكِ مللتِ أن تكونى دائماً على حق ..

تتمنينَ أحياناً لو كنتِ واحدةً أخرى غيركِ ..

تسألينَ لماذا أنتِ ..

ثم تفخرينَ أنكِ أنتِ ..

فليذهب العالمُ إلى الجحيمِ إلا واحد ..

ولتسقط السماءُ على الجميعِ إلا واحد ..

لا يستحقُكِ إلا من استطاعَ هزيمةَ غموضِك ..

ومعرفةَ مجهولِك ..

وعبَرَ بحارَ الواقعِ .. إلى جزيرةِ كيانِكِ ..

حيث تصنعان معاً .. واقعَ الأحلام ..

أيتها الغامضة ..

عمر سمير ..

OMAR SAMIR ..