دنيا
تغيّر الظروف النفوسَ الضعيفة
وتجعل القوي منها في ثَبات
تتآكل من القلب معالم الطيبة
ويتنامى الجشع وحب الذات
فيعطوك برفقتهم درساً لاتنساه
لترى كم قاسية وباردة هي الحياة
كصقيع قطبيٍ بلا مدفأة
كإزميلٍ يدقُ ناقوسَ الذكريات
يُخرِجُ منّا الآلام والآهات
يفتح الجروح ويُلهبُ الصيحات
يجعلنا كورقِ شجرٍ جفّ من عطشٍ
هزته الريح على الأرض وقع
وطأته الأقدام فأصبح فتات
فجعلوه سماداً لباقي النباتات
كطيرٍ شَرِبَ بضع قطراتٍ تجمعت في صحراء
فأكله انتقاما باقي الحيوانات
كحفاةٍ تمشي على رمل صحراء
في صيف حار مزروعة بألغام
ومسامير وكسر زجاج بيد اوغاد
كمسافرٍ تعطلت حافلته على جرفٍ
بابها على وادٍ سحيقٍ ليس منه نجاة
هكذا هي الحياة
وربما اكثر مراراً
وخاننا في الوصف القلم فسكتت النبضات..
بقلمي
وفاء بدر السعيد