" يوميات رمضان "
26_ /نخيل للصلاة/
أما آن وقت الصلاة
كي نصلي جمعا ، وتفريقا
لوحدنا ، بفقرنا ، بقهرنا
بصدقنا ، بليلنا
بلا وضوء ، نصلي
نشعل شمعة ، كشعلة كبرى
كأسطورة مصباح علاء الدين
كي نضيء : دربنا ، وممرنا
وشعرنا ، وحكايا جداتنا
بنور الكاز ، ليتفجر نورنا
فنغني ربما : طربا ، أو متعة
أو ترفعا من كبرياء ، فلنا
كل الضياء ، ولكم كل الظلام
دعونا نصلي كما نريد
بقبلة ، أو بلا قبلة ، بصحوة
بسكرة ، بآية كبرى :
نصلي فجرنا ، ظهرنا ، عصرنا
والمغرب ، ونترك لكم العشاء، خلفنا
هلا سمعتم بحكاية تدمرية أو دمشقية
في ليلنا هذا ، وعند السحر
هي حكايتنا نحن من عشنا
كي نموت أحياء كي تمتعنا القيامة
فاخرجوا من رأسنا ، من عقلنا
من قلبنا ، من دمنا المجمر بالنبيذ
لا تشربوه أو تقربوه ، امسحوه
فمنه ننسج ذاكرة الخلود ، ولترسموا
خط الجحود ، لكن لا تصلوا بقربنا
فصلواتكم تصفعنا كالسياط
دعونا نموت على طريقتنا الشرقية
ولا تحملوا نعشنا ، ولا رفاتنا
ولا خريف قبرنا ، فهنا شتائنا
وهنا المطر المدمى كصيفنا
أما آن وقت الصلاة ، كي تخرجوا
من بحرنا ، من أرضنا ، من جذع نخيلنا
ولتشربوا كأس نبيذنا
فلا الوقت عاد يكفيكم
ولا الدرب ربما بالكاد ' يسعفنا ...
------------------
وليد.ع. العايش
26 رمضان/ 2023 م