(( لا تُشاقُّوا النَّبيَّ ))
فارَقَ الدُّنْيا سَيِّدُ الثَّقَلَيْنِ
تاركاً فِينا بَعدَهُ الثَّقَلَيْنِ
وَجْهُهُ بِالهُدَى مُشِعٌّ، مُنِيرٌ
مُسْتَدِيرٌ، تَاللهِ كَالقَمَرَيْنِ
فَإلَيْهِ فَلْتَقْرُبُوا بِٱتِّباعٍ
لا ٱبْتِداعٍ، مَعْ سُنَّةِ العُمَرَيْنِ
ثُمَّ ذِي الإيمانِ الّذي بِالحَياءِ
ٱمْتَلَى أَيْ عُثْمانَ ذِي النُّورَيْنِ
ثُمَّ ذُو هُو أَقْضاهُمُ سَيِّدِ العِتْـ
رَةِ زَوْجِ الزَّهْرا، أَبي الحَسَنَيْنِ
ذٰلِكُمْ بَعضٌ مِنْ وَصَايا أَبِي القا
سِمِ، لا تُضْنُوها بِبُعدٍ وبَيْنِ
لا تُشاقُّوا النَّبيَّ، لا يُبْعِدَنْكُمْ
عَنْهُ إِحداثٌ شُقَّةَ المَشْرِقَيْنِ
فَعَلَيْهِ وَالآلِ صَلِّ إلٰهي
دائماً مِلْءَ كُلِّ ما في الكَوْنِ
(البحر الخفيف)
- الثّقلان : الجنّ والإنس ، سمّيا ثقلين لأنّهما ثقل على الأرض أحياء وأمواتا ، وقال بعض أهل المعاني : كلّ شيء له قدر ووزن ينافس فيه فهو ثقل ، وقال جعفر بن محمّد الصّادق : سمّي الجنّ والإنس ثقلين لأنّهما مثقلان بالذّنوب.
- الثّقلان : قال النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - : " إنّي تارك فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي " فجعلهما ثقلين إعظاما لقدرهما .
- يُقال القمران للشّمس والقمر؛ قال لنا قَمراها والنجومُ الطَّوالع أَراد الشمس والقمر فغَلّب القمر لشرف التذكير.
- ويُقالُ سُنَّة العُمَرين يُريدونَ أَبا بكرٍ وعمر، رضوان الله عليهما، فآثروا الخِفَّة.
- ذُو : بمعنى الّذي.
- هُو : لغة في هُوَ.
الإحداثُ : البدعةُ في الدّين.
- الشُّقَّةُ :البُعْدُ.
- المَشْرقان : المَشرق والمغرب كما قوله تعالى: يا ليت بيني وبَينَك بُعْد المَشْرِقَيْنِ فبئس القَرِين؛ إنما أَراد بُعْدَ المشرق والمغرب، فلما جُعِل اثنين غَلَّب لفظَ المشرق لأنه دالّ على الوجود والمغرب دال على العدم والوجودُ لا محالة أشرفُ.
مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري