الثلاثاء، 2 مايو 2023

Hiamemaloha

تحية طيبة للأديب الحسين صبري

 تحية طيبة..وبعد..


كانت الوجه السعد، مُثابِرة كالجزر والـمـد، صادقة لِأبعد حـد، بريئة كغمازة طفلةٍ على الخد، مُتراصة كجدار الصد، مِعْطاءَة لا تعرف الرد، قوية كالسد، جميلة رائعة بل عشيقة تسكن القلب والكبد، أحبها الكبير والصغير موروث قديم من الأب وجـد الجد


ماذا فعلتم بها، جعلتموها وحيدة مكسورة الجناح، مبتورة الأطراف، صباحها أحمرَ قانٍ وليلها بهيم تعد في أيامها عـد وكأنها في الرمق الأخير


قُطعت أشجارها وحرقت دِيارِها وصارت أرض يباب، ترتع فيها الذئاب، تركها الأحباب ولم يعد السحاب (أي سحابها) يجلب غيثًا


باتت مجنونة لا تميز الشوك من الورد ولا تفرق بين الهزل والجد ولا تعرف النَّقيض من النِدّ وصار العدوّ في عينها حبيب والحبيب أصبح يلعنها بدون سبب أو ذنب


هل أنتم في إنتظار جني المصباح ذو الأمنيات الثلاث فالمعركة تحتاج إلى أداة وثبات والحرية كعصفور خرج من القفص لن يعود ليأكل الفتات ولكنكم بَشر والحرية ليس أن تخلع الثياب وتحمل سلاحًا في الطرقات

أنتم لستم همَج رعاع أتباعُ كل ناعقٍ، أنتم أحرار كالصاعق، أنتم من الذَّوات، فكونوا كما كنتم وارجعوا لأصلكم...... 


كانت مدينتي قاطرة وصارت اليوم مقطورة، كانت تحمل بيدها (كرت) أحمر واليوم مجموعة ألوان وأطياف، كانت في أبهى صورة وشباكها خالية من الأهداف، واليوم صوتها كمن يسمع الأصداف......

 

هنا نداءً ككُل يوم، نداءً عادي، لتتماسك الأيادي وإن عادت مدينتي ستعود معها بلادي وهذه حقيقة يعرفها البعِيد والقرِيب القاصِي والدَّانِي

لنقف وقفت صنديد فالحق لا يحيد وذاك الأفق البعيد لا يحمل وراءه وردة وإنما شمسًا ساطعة ومُزْن ماطرة وتكون مدينتي زاهرة، أشجار لا تهزها الريح، كالنَّخيلِ البواسقِ، تعود قاطرة لا مقطورة، وهنا لا أضع التفاوت أو الفوارق فكل المدن مدينتي، وبلادي ستظل وستبقى دومًا حبيبتي......

🖊الحسين صبري

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :