تتردد الكلمات ..
يهدأ الصمت بداخلها ..
تصبح حمقاء لا تستوعب شيء ..
تأخذ في لوم نفسها الضعيفة .. و تلقي العتاب على افكارها المشوشة ..
تتملص من عقد الانهيار ..
تثبت للوقوف مرة اخرى ..
ثم تنظر بعينيها البريئتين و هي مبتسمة ..
عليك أن تسجلي ما يحدث ..
لا مستحيل تصرخ و يديها في حالة النفي ..
انظر غليها بثبات و إندهاش ..
ما بك ؟ هل من خطب ما ؟..
لا أبد ..
تخيلت نفسي أكتب قصة حياتي ...
فليكن لك هذا ...
ماذا ؟ ماذا؟ .. مستحيل ..
و ما المستحيل ...
كيف أكتب ما عشته من ذل الفقر .. و هوان الضعف الذل لأجل لقمة ..
و هل يستحي المرأ من فقره ...
نعم فانت لم تجربي ..
ساد الصمت ... شعرت بآه تخنق أنفاسها ..
مددت يدي و رتبت على كتفها بصمت
نظرت و قد رسمت إبتسامة تغطي بها دموع الوجع المنسكب داخل مقلتيها ...
أحيانا كثيرة أحسدك لأنك عشتي في وسط ارس متزن ..
لا تقولي هذا ..
لم تدركي وجع الأب و هو لا يستطع الحراك و لا يستطع تدبر اللقمة.. و كيف تجاهد امك في الصباح الباكر لأجل أن تجعلني و إخوتي نذهب إلى المدرسة ...
كانت المدرسة بعيدة جدا عنا .. يجب ان نستفيق باكرا لأجل أن نصل في الوقت .. فنتحمل برد الصباح .. و نسيم الهواء القارص .. أذكر كنا نضع إيدينا في ايدي بعض و كأننا جدار لأجل أن نستطع ان نواصل السير ...
آه .. كم صعب أن تعيش في مشتة منعزلة عن العالم .. و تخطو الخطوات بصمت رهيب ..
كنت أتعب كثيرا رغم أن اختي الكبرى في احيان كثيرة كانت تتكبد المعاناة لتحملني .. رغم الفقر و الجوع و البرد إلا اني كنت اشعر بإني الفتاة المدللة بين إخوتي ... فقد كن كلهن يتسابقن لأجلي حمايتي و لولهن ما وصلت غلى الجامعة ... و ماكنت اليوم انعم بدفء الصداقة معكن ...
..
طروب قيدوش
يتبع