فتنة العيون
في مآقيكِ أری الصبرَ مُحالا
ولحاظاً تمطرُ الحزم خَبَالا
ويناغي الوجدُ قلبي مثلما
ناغتِ الآمالُ أفكارَ الحبالی
كيف أسلو ؟ هذة لحْظُكِ في
خافقي ترتجلُ الوجد ارتجالا
تخطفين اللبَّ خطفاً مثلما
تخطف الأشجارُ في الشمس الظلالا
وهو يهفو كالذي أجهدهُ
عطشٌ حين يری الماء الزلالا
جلَّ باري وجنتيكِ إنَّهُ
فيهما يختزل الحسن اختزالا!
إنما يشتُمُكِ من يدَّعي
أنَّكِ تحكين بدراً أو غزالا
أرقبُ الوصل بشوقٍ ضَرِمٍ
كلَّما قلت خبا زاد اشتعالا
ويح قلبي من لحاظٍ نفذَتْ
مثلما يخترقُ الضوءُ الخِلالا
كيف تدمين فؤادي عُنوةً ؟
ومتی صار دم القلب حلالا؟
لستُ أخشی القِرنَ في عُدَّتهِ
مثلما أخشیٰ لعينيك نزالا
فارفقي أيتها الحسناء بي
إنَّ في عينيكِ للقلب اغتيالا
هل درتْ أُمي بأنِّي ناحلٌ
من هواكِ حين سمتني هلالا؟
ما أردتِ حين أدنيتِ الجوی
من فؤادي ثمَّ أنأيتِ الوصالا؟
إنكِ تلك التي إن ضحكتْ
تتركِ الآذان جذلی وثمالا
تبعث البشر بقلبي كالذي
جاءهُ النصر وقد ملَّ قتالا
يالَثغرٍ باسمٍ كيف لهُ
أن يصوغ البشر للقلب مقالا!؟
مثل بشری عودة المفقود في
قلب من تبكيهِ أعواماً طِوالا
مثلَ غيثٍ بعد جدبٍ حارقٍ
كان من أنفاسهِ يشوي التلالا
حينما أسأل من أنتِ ؟أری
خافقي يُكْبِرُ هذاك السؤالا
أنتِ دنياي وإنِّي دونكِ
مثلُ ظلٍّ غابت الشمس فزالا
هلال مفرح المرصبي