تأوهات
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جَلَسْتُ أُذِيبُ أسْفارَ الحياة
ِ بِفِكْرٍ طَامِحٍ عَذبِ الصِلاتِ
تَذَوَّقَ طَعمَ تَاريخٍ ثَريٍّ
بِقَلبٍ راسِخٍ صُلبِ الثَبَاتِ
يُعَزِّزُ نَبْضَهُ ذِكْرٌ وعَزْمٌ
تَمَسَّكَ بالتِلاوةِ وَالصَلاةِ
جَلَسْتُ أُحَلِّلُ الأَحدَاثَ عَلِّي
أَصوغُ الفَهمَ في مِرآةِ ذَاتي
فأَرعَدَ في دَمِي أَلَمٌ عَظِيم
ٌ وَقَدْ أَدْرَكتُ ما سِرّ انْفِلاتِي
وَأَيقَنْتُ التَبَاعُدَ بَينَ فَهمِي
وَما حَقَّقْتُ في مَاضٍ وآتِ
فَبِتُّ مُلاطِماً كَفَّاً بِكفٍّ
أَلوذُ بِحَسْرَتِي في ذِكْرَياتِي
وَأَصرُخُ: يَا رَسولَ اللهِ إِنِّي
لَيُخجِلُني وَيُؤسِفُنِي سُباتي
وَقَدْ أَمسَيتُ في جَهلٍ وَكَرْبٍ
عَلَى سَعَةٍ بِأَصواتِ الدُعَاةِ
وَقَدْ غُصَّتْ مَنَابِرُنا بِقَومٍ
تَبَارَوا في المَسَائِلِ والعِظاتِ
عَمَائِمُهُمْ مَضَتْ في كُلِّ صَرْحٍ
تُشَرعِنُ ما يُرى مِنْ أُمنياتِ
فَهذا يَجعَلُ الإِفتَاءَ دَرْباً
لإِنتَاجِ المَزيدِ مِنَ الغُلاةِ
وَهَذا تَسْتَهينُ بِهِ رُؤاهُ
كَمَا تَهواهُ أَصنَافُ الوُلاةِ
وَذَاكَ عَلَى تَيَقُّظِهِ مُقِيمٌ
يُحَدِّقُ بِاللصُوصِ وبِالجُناةِ
فلا يَقوَى عَلى قَولٍ وفِعلٍ
وَيَقْنَعُ بِالصَدَى بَينَ الثُقاةِ
ويُقنِعُ نَفسَهُ بِالصَبرِ حتَّى
يَعيشَ بِمَأمَنٍ بَينَ الهِبَاتِ
فَآهٍ مِنْ تَوَجُّسِنَا, وَآهٍ
مِنَ اسْتِفحَالِ أَنصَافِ التُقَاةِ
أَمَا قَرَأَ الرِجَالُ جَمِيلَ قَولٍ
عَنِ الإِجماعِ في صِدْقِ السُرَاةِ..؟
إِذا أَثرَوا بِعِلْمِهُمُ عُقولاً
أَضَاءَتْ كَالشُمُوعِ المَاجِدَاتِ
إِذا اجْتَمَعُوا فَأَفتوا في أُمورٍ
بِعِلْمٍ جَامِعٍ خِصْبِ النَبَاتِ
يُؤَكِّدُ مَا يُرَى حَقَّاً وَعَدْلاً
عَلَى مَرِّ العُصورِ المَاخِرَاتِ
فيَجتَهِدُونَ في إِجمَاعِ عَقلٍ
تَحَرَّى أَجرَهُ بَعدَ المَمَاتِ
وَخافَ الغَوصَ في خَلطٍ وَزَيْغٍ
بِجُرْأَتِهِ وَخُسْرَانِ النَجَاةِ
......................
الخميس 2 شوال 1437 – 7/7/2016