إن الرصاص سليل الحقد
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَرسَلْتُ طَرْفي بَينَ الرَأسِ وَالقَدَمِ
في حَيْرَةٍ تَصِلُ الآمالَ بِالأَلَمِ
مُسَائِلاً وَلَهِيبُ الحُزنِ يَلْفَحُنِي
أَيُّ الجَوارِحِ تُقصِي ثَورَةَ النَدَمِ
فَتَّشْتُ بَينَ دُمُوعِ العَينِ حَيثُ مَضَى
سَيلُ المَوَاجِعِ في تَسْكَابِهِ العَرِمِ
وَجُلتُ بَينَ لَهيفِ النَفسِ يَجعَلُهَا
رَمزَ السُمُوِّ وَمَهوَى الفَوزِ بالقِمَمِ
حَيثُ المَكَارِمُ تَسمُو بِالحَيَاةِ فَلا
تُدنِي المَسَالِكَ مِنْ أَشْراكِ مُنْتَقِمِ
وَتَغمسُ اليَدَ في بِئرِ الدِماءِ وَمَا
أَشقَى الذي سَقَطَتْ يُمناهُ في الحِمَمِ
وأسْعَدَ الذي كَسبَ الدُنيا وَصَفوَتَهَا
لِنَيْلِ كَسبِ نَعيمٍ في الجِنَانِ حَمِي
والقَلبُ يُرسِلُ دَفقَ الحُبِّ مُحتَسِباً
عِندَ الرَحِيمِ ثَوابَ العَيشِ في القِيَمِ
فَاجْعَلْ دَلِيلَكَ نَبضَ القَلبِ وانْجُ بِمَا
أَبقَى الزَمانُ مِنَ الآمالِ والشَمَمِ
مَهمَا مَضَيتَ تَجُدُّ السَيرَ في حَلَكٍ
يُقصِي خُطَاكَ بِأَرضِ الشَوكِ والرُجُمِ
لا تَجعَل الحِقدَ دَربَاً لِلحيَاةِ وَلا
تَرْمِ الرَصَاصَ بِأَرضِ الزَهرِ والشِيَمِ
فاليَاسَمينُ أَبِيٌّ لا يُزَجُّ بِهِ
بَينَ الرَصَاصِ وبينَ الحِقدِ والسَأَمِ
إِنَّ الرَصاصَ سَلِيلُ الحِقدِ مُحْتَقَرٌ
واليَاسَمِينَ سَليلُ العِزِّ وَالكَرَمِ
.................
الأربعاء 14- 9- 2016
12 شوال 1437