يتحاورون
= 59 =
كم من قرار اتخذه المرء في حياته، تبين له فيما بعد أن القدر يوافقه أو يعاكسه - و هذا يعني أن قرارات المرء مرهونة بمدى موافقتها أو عدم موافقتها للقدر -
⌚⌚⌚
لو كانت ساعة أو حاسوبا أو طائرة، إذن لبرمجها الإنسان وفق مشيئته، لكن الأمر حين يتعلق بحركة لها أثرها في الوجود فإنه يختلف تماما - ذلك أن الحركة في الوجود لا تخضع لمشيئة الإنسان، غير أنها تمضي - بحذافيرها - عن علم و عدل و حكمة
⌚⌚⌚
قلت: أقدار الإنسان صيغت بعناية فائقة الدقة بحيث لا يصطدم قدر امرئ مع قدر امرئ آخر - و هذه الفكرة عميقة فتبينها -
⌚⌚⌚
و إذن: نحن نحاور أنفسنا في كل أمرنا، لكنه ليس بالضرورة أن تتحقق قراراتنا الناجمة عن حواراتنا - سواء كانت قراراتنا صائبة أو غير صائبة - بل كل ما يتمخض عن حواراتنا من قرارات لا بد أن يمر عبر بوابة القدر، إذ يسمح لها بالمرور أو ترد و تستبعد
⌚⌚⌚
أن القدر لا يأبه لقراراتنا غير أنه ماض عن علم و عدل و حكمة في الوجود
⌚⌚⌚
- وكتب: يحيى محمد سمونة -