لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة
لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة
كَانَ رَحمَة مِن اللَّهِ لِقَلْبِي
أَنْتَ الَّذِي لَا تَتَحَدّثُ كَثِيرًا
أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كُلَّ شَيْءٍ بأفعالك دُون كَذِبِ
أَنْتَ الَّذِي أَشْهَرتَ سَيْفًا
و قَطعْتَ دَابِر كُلِّ عَجَبِ
لَا عَجَبَ الْيَوْمَ أَنْ أَلْقَيْتُ أمتعتي
و وَضَعتُ أسلحتي و أَوْقَفْتُ حَرْبِي
و رَكَنْتُ إلَى الْأَمَان الْخَالِص صِدْقُهُ فِي عينيكَ
و قُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ لَك يَا رَبِّي
لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة
أَنَا الَّتِي أَوْقَعْتُ قِفَّفَ خَيْري و أَمْطَرْتُ سُحبِي
عَلَى جَاذِبِيَّةٍ غَيْر متزنةٍ ،
فَاخْتَلّ ثقلي و أرهقني فِيه تَعَبِي
أَمْطَرْتُ كَثِيرًا ...كَثِيرًا كَمَا كُنْت أَشْتَهِي
و مَا فُلِقَ إلَّا عَلَى الظُّلْمِ و الْحُزْن حَبِّي
قَدّمْتُ رُوحِي
و أَخَذْتُ رَغم عَظِيمِ تفانيها عِقَابِي
مَاذَا يَكْفِيكَ ؟
كَلِمَاتُ حُبّ...! أَمْ إقْرَارٌ بالعشق فَأَنْت بِالْفِعْل حَبِيبِي
و أَنْت سَنَدٌ و أَنْت اسْتِغْنَاء
و أَنَا السَّقِيمَة أَنْفَاسُهَا و أَنْت حَقًّا مداويها و طَبِيبِي
لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة
و لَا عِوَضًا ، بَل تَرْتِيب السَّمَاء حِين تُقْفِل زَيْفًا بِالضَّرَر
و تَفْتَحُ بِالْخَيْر أَبْوَابِهَا و أبوابِي
و تُعْطِي السَّائِل حَقِّه
و تُعْطِينِي بَعْد سَنَوَاتِ قحطٍ أَنْسَبَ جَوَابِ
خُذ ، هَذِه مُهْجَةُ الْوَجَع
و سَيْفَ جُحُوٍد قَدْ قَدَّ أَلْبُبِي
و ثَكَالى الْهَمْس مِنِّي
و يَتَامَى الْأَمَانِيّ الساعيةِ خَلْف سرابِ
حَرّرِ الْهَوَى فِي فُؤَادٍ يَتِيمٓ مُضْنًى
و اعْتِقْ مِن الْمَاضِي الْكافر كُلّ رَقابِي
لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة
يا بهْجةً تمسحُ حزني عند كلِّ لقاَء
و تُطَيِّرُ بِأبسَطِها فعلٍ للْمَسرَة أسْرابِي
و تُؤمِنُ بِي
تُؤمِنُ بما أنا عليه ، دون لَغوٍ و لا كَثيرِ خِطابِ
عينَانِ تُبصِرانِ حاجَتِي
و تَتُوقَانِ للسَّعْيِ وَراءها دونَ إِلْحاحِي بالطَّلبِ
ماذا أقولُ فيكَ أكثَر
و هلْ يَكْفيكَ ، مِنْ شُعورِي بالأَمانِ كَلِماتٌ يَحْمِلُهَا كتَابِي
عَنْوَنْتُهُ ، أنَا وَ أنْتَ
أنَا وَ أنْتَ ، حكايةُ هوًى عُذْريٍّ بلاَ عَذابِ
لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة
مارياغازي
الجزائر 2023/11/28