جرح العروبة ينزف
قد آلمتني في هذا الزّمان عروبتي
حتّى تمنّيت لو لم أكن من العرب
لقد خبت جذوة العروبة في دمي
كمثل النّار تخبو من قلّة الحطب
فأين هم العرب اليوم واأسفي
لم نسمع منهم غيرأشعاروخطب
ولوعقدنا أوراق خطبهم العصماء
لامتدّت شريطا من بغداد للنّقب
فما ذا صنعنا بالأشعار والخطب
وهل تحرّر القدس فقط بالغضب
إن لم تكن دماء تسري بعروقنا
و تكن بعيوننا أغلى من الذّهب
إن لم تكن عقيدة عندنا راسخة
وفي قلوبنا كالنّوى من الرّطب
أين من كانوا يفدونها بالرّوح
وهي منهم بالشّريان والعصب
وأين من صاحوا نحن إخوان
إن كنّا بعمّان أو كنّا في حلب
وحين جدّ الجدّ دسّوا رؤوسهم
كسرب من النّعام في التّرب
لكن حين نعلم أنّ للّه سننا ثابتة
تزول أسباب الغرابة والعجب
من خان عهد اللّه فهو أحرى
بخيانة عهد العروبة والعرب
لا ينصر القضيّة غير موحّد
قد جاء ذلك في أفضل الكتب
فافخر بانتسابك للإسلام أوّلا
لا بانتسابك للعروبة والعرب
قوميّة رفعوا الرّاية من زمن
فزادوها أعطابا على عطب
انصر اللّه وكن لأمره ممتثلا
تنل ما لم تكن له بمحتسب
منير سويسي 2 نوفمبر2023