ليته كان سرابا
ما أصعبَ النهاياتِ الحزينةِ .. ! عندما يركضُ بنا الوقتُ و لا نصلُ ، قد نأتي مبكِّرينَ و لا نحصلُ على ما نريدُ ، و قد نصلُ متأخِّرينَ فيكونُ الموعدُ قد فاتَنا ، المشكلةُ هي التوقيتُ .
كم خذلَتْنا المواعيدُ ، و تركَتْنا كشجرةٍ عتيقةٍ عرَّتْها الريحُ، و مارسَتِ الفصولُ كلَّ طقوسِ العشق عليها .
ما بنا .. ؟!
كطيور تهاجرُ من مكان لآخر ، لا عُشَّ لها ، تبحثُ هنا و هناك و تتوهُ أقدامها بين الأعشاش ، قلقةً ، تُحلِّقُ بأجنحتها عاليةً فتسقطُ ،كم كانَ الربيعُ يغريها بإخضرارهِ و تدفُّقِ الماءِ في أنهارهِ ! و بقيَتْ شجرةُ الغياب واقفةً لمسافرينَ نسَوْا حقائبَهم لعُشَّاقٍ ضاقَتْ بهم الأرضُ ، عصافيرُ الحُبِّ تستظلُّ بها و لا تتركُها ، زقزقةٌ تملأ المكانَ ، تُسعدُ العابرينَ ، و يهيمُ المكانُ شوقاً لِلُقيا مَنْ رحلوا ، الشمسُ تودِّعُ المكانَ تاركةً ضجيجَ النهار ، و يأتي الليلُ مُحمَّلاً بالحنين يفتحُ ستائرَ النسيان المعبَّقةِ برائحةِ الياسمينِ ، هو الشتاءُ و صقيعُ المشاعر الباحثةِ عن الدفءِ ، تُرى كم من الوقتِ نحتاجُ كي نتعوَّدَ على موسيقا بعزفٍ منفرد ،لقلوبٍ تفتحُ شرايينَها للصمت ؟ هوَ الليلُ ، تنفلتُ المشاعرُ من عقال العقلِ ، و تسافرُ بعيداً ، تلتقي بمَنْ أحبَّتْ دونَ رقيبٍ ، تارةً تنكمشُ خائفةً و أخرى تتوارى بعيداً .
و نبقى على قيد النبض، عُشَّاقاً لحلم مستحيلٍ ، و نركضُ للنار كفراش يشتهي الحريقَ .
إلى أينَ نمضي ؟
كم يراودُنا هذا السؤالُ ، يعرّينا كأوراق الخريفِ ،و يفتحُ لنا أبوابَ الربيع ، إلى أينَ ؟
لا رحمَ للأرضِ كي يحتوينا و لا حضنَ أمٍّ يأوينا ، عُشَّاقُ زمنٍ بلا زمن يُواسينا .
سُميَّةُ جُمعة - سُوريةُ .