خاطرة .. الكلمة
لاتتباهى او تتكل على كلماتك وكلمات غيرك السارحة
او تمتطي العبارات المنمقة في الظهور العام وكل كلمة لها طعم وعطر خاص بها
كيف تقول ولم تفعل ..تتظاهر بحلاوة اللسان وانت تتحدث في القلب والضمير تعابيرا تخاطب نفسك بها وتعرفها مزيفة تنطلي عليك اولا ..
ما الكلمة الا هوية لثقافتك وحسن لباقة ولياقتك الفكرية ..واطار عام لشخصيتك ..ليست رصاصة تهاجم بها انما حنكة تدبر امورك فيها والكلمة البليغة نتاجا فكريا ناضجا يدل على مستواك الاجتماعي والاخلاقي ..ليست بحصة لفظا ترميها كما يقولون بالعامة او حملا انما دعامة تربوية اصيلة ووسيلة تبرير للاخطاء المرتكبة عمدا ومقدرة في ادانة التقصير اللفظي واللوم ان وقع المحظور ..حيث نبرة صوتك هي معيارا لمعنى كلماتك
مازال العقل فارسا يمتطي اللسان ..
مجلدات افرغت بالكلمات حتى لو كانت غير ثرية وعملية نشيطة في مسح او سكنرا لتفكيرك الذي بنيت عليه كل الماماتك في الحياة ..وما نجاح الانسان سوى.تكريسا لسلطة التعبير الدقيق في اختيار الكلمات الموضوعية التي تزف علما وثقافة ..حيث صبت العلوم على كفتي موازين الكلمات ومقاصدها ..في التقدم والازدهار ...
الكلمة الرقيقة عروسة زفت الى جزالة الشعر وحصان يطارد النثر في مضمار السطور وتغريد الخطابات على الثغور وسردا ممتعا في احاديث الفلاسفة .وتنضح .من مخزونك وموروثك و مكانة مجتمعك الذي تمثله ..من هنا جاء الادب الوطني والعالمي ..كما ان صياغة الكلمة الرقيقة من بداهة الفكر وغزارته الفائضة في شلالات راقصة الكترونية ضياء الحياة المتنوعة ..ك.النجوم
الثرثرة او الفزلكة والدوران حول الفكرة دون الوصول الى حكمة الكلمة ماهي الا ضحالة معنوية وبنيوية في كيان الانسان..
اما اللعب والعزف على اوتار الكلمات الرخيصة ما هو الا هزيمة محققة ومطبات في بيئتك يقع بها اولا المنافقين والمستهترين
الكلمات الجميلة لاتسوق انما تمنح مجانية وتلقائيا الى مجتمعك الذي يحترم الكلمة ومعانيها بعد ان ترتد اليه حكما وموعظة ..او نصوغ بها معادلات علمية نتاجها محصلة لمستوى امتك الحضاري والثقافي والاقتصادي
ايضا حيث يبدأ الازدهار الاقتصادي من قدرتك باستخدام الكلمات الملائمة التي تعزز من قيمة السلعة ...ان كانت مادية او فكرية ...
لهذا المحظوظين اجتماعيا او الذين اصبحوا رجالا للاعمال كانت الكلمة المهذبة الهادفة اهم اداة في تفعيل رأس المال المنتج والمزدهر ....
المهندس جوزيف مزعل شديد