عندما يهل علينا شهر رمضان المبارك يهيج الألم في النفوس العاشقة بفاجِعة استشهاد بطل الأسلام وامير البلاغة والبيان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
القصيدة من البحر الكامل
بسجودكَ القُرآنُ كانَ مُرتَّلًا
----------------------
أعطاكَ رَبُّكَ مِنْ مَحَاسنِ مُبدعِ
فَغَدوتَ شَمسًا بالجَمالِ الأروَعِ
وَولدتَ في البيتِ العَتيقِ مُطهَّرًا
في بيتِ عزٍّ ذي مَحَلٍّ أرفَعِ
ماذا أقولُ إذا نويتُ مَديحَكُمْ
فعظيمُ فَضلكَ سَاطعٌ في المَطلعِ
منْ أيِّ مَنقبةٍ وفضلٍ ابتدي
في كُلّها أنتَ الحَكيمُ الألمَعي
أنتَ العليُّ وبابُ عِلمِ مُحَمَّدٍ
بحرٌ يفيضُ العلمُ منكَ ولوذعي
ترضى بخشنِ ملابسٍ تسمو بها
يكفيكَ قرصٌ من طعامِ الخُشَّعِ
ركنُ الهُدى وملاذُ كُلِّ مُتَيَّمٍ
كهفي من الأهوالِ أنتَ ومفزعي
قتلوكَ في شهرِ الصِّيامِ بغدرهم
طبَّقتَ شرعَ مُحَمَّدٍ لمْ تخضعِ
سيفُ النذالةِ قدَّ رأسكَ سيَّدي
فحظيتَ بالفوزِ العظيمِ المُترَعِ
بسجودكَ القُرآنُ كانَ مُرتَّلًا
فجعتْ ملائكةُ السَّما في المصرعِ
قتلوكَ ظُلمًا والقلوبُ تقطَّعتْ
وكأنَّما التقطيعُ كانَ بمبضعِ
شهدتْ لكَ الدُّنيا فأنتَ سِراجُها
من علمكَ المتعاظمِ المتنوَّعِ
صَبرًا فعندَ الله ِ خصمُكَ يكتوي
مرقوا عنِ الحقِّ اليقينِ الأرفعِ
لمْ يَحفَظوا العَهدَ الذي بِرقَابِهم
والغلُّ فيهمْ واضحٌ لمْ يُنزعِ
بقلم الشاعر
محمد حبيب