الجمعة، 26 أبريل 2024

Hiamemaloha

طوق النجاة للأديب عبد الفتاح حمودة

 طوق النجاه 

لا أدرى هل ألوم أبى أم ألوم نفسى على عدم التريث فى الموافقه على زواجى من أبن  عمى حسام ربما تبدلت حياتى فأسعد بها فالإنسان غالبا ما يعتقد أنه إذا تغيرت ظروفه وتبادل بعض أبطال روايته ربما يجد السعاده التى ينشدها وتتحقق الآمال التى طالما حلم بها. وترجع الموافقه على زواجى من حسام لأننى ظننت أنه بمثابه طوق النجاه ينتشلنى من الظروف الصعبه التى كنت أعانى منها. فمنذ وفاه أمى ضاقت الحياه بنا أنا وأختى الوحيده ساميه ومما زاد الأمر سوء عندما بادر أبى بالزواج من إمرأه أخرى ومن يومها-سامحه الله-أودعناعند خالتى بحجه ضيق المكان.

ومنذ اليوم الأول أوكلت إلينا خالتى  لى  ولشقيقتى كافه أعمال البيت. أعتذر والدنا أيضا عن عدم أستطاعته توفير إحتياجاتنا لقله موارده الماليه بينما نعلم جيدا أنه لايدخر جهدا ولا مالا فى سبيل إرضاء زوجته الجديده..!

فقد شعرت بأننى لم أعدّ أحتمل المزيد من المعاناه. وكاد ينفذ صبرى ولا أدرى ماذا يحدث لى لو تأخرت عن الفرار من هذه المعاناه وأن كنت شعرت ببعض الأنانيه لأنى قد أغفلت شقيقتى ساميه فقد أعتدنا على العيش معا منذ الصغر على السراء والضراء. ولعله يشفع لى أن شقيق زوجى قد أبدى إعجابا بها وتمنيت أن يكون سببا في خلاصها من كل هذه المعاناه.

لم أكن أعلم أن زوجى الذى ظننت أنه بمثابه طوق النجاه هو الآخر أودعنى فى زنزانه أخرى جديده عباره غرفتين داخل شقه تضم والديه وشقيقته وشقيقه.. وأم زوجى هى الأخرى أوكلت الئ كافه أعمال البيت وحرصت على راحه أبنتها مثل خالتى تماما دون مراعاه لحداثه زواجي.

هكذا تركنا والدى نعانى أنا وشقيقتى فى حياتنا منذ وفاه أمى ولم يعد يحضر لرؤيتنا إلا نادرا وعندما يأتى للزياره يغمض عينيه عن الدموع التى كانت تنهمر سواء من  عينى أو عين شقيقتى ساميه من جراء ما وجدناه من معاناه فى بيت خالتى أو حتى فى بيت زوجى ظننت أن والده زوجى سوف تعاملنى مثل أبنتها فتضمنى إلى صدرها وتحتضنى لتشعرنى بالحنان والرفق وتعوضنى  عما أعانى منه منذ وفاه أمى .. حتى زوجى كلما  هممت بأن أشكو له حالى فأجده كوالدى يغمض عينيه عما يحدث لى فضلا عن أنه كان لايزال يؤدى الخدمه العسكريه فيضطر للسفر الدائم ولا يبقى معى إلا بضعه أيام قليله.

وذات يوم علمنا بمرض أبى فأتفقت أنا وساميه على الذهاب لزيارته.. وهناك كانت المفاجاه...! 

في زيارتنا لوالدنا وجدنا (أشرف) عند زوجه عمى التى تقيم في الشقه المجاوره لشقه أبى فقد كانت تتنقل إلينا أخبار أشرف مابين وقت وآخر ولم نره من قبل.

وشعرت بصيص من الأمل يشرق على ظلمه حياه شقيقتى إذ أنها قد أعربت عن إعجابها بإشراف وقد سعدت لذلك فى الوقت الذى أعرض عنها شقيق زوجى عندما وجدها فى بيت خالتى ترتدى ثيابا رثه مبلله ولم يلتمس لها العذر لأنها كانت تنفرد بأعمال البيت كلها عند خالتى. 

وسعدت أيضا لأن ذلك قد يخفف عنى وطأه الإحساس بالانانيه لأننى أنفردت بالخروج من زنزانة خالتى دونها.

ولكنى أعترف أن أحساس الأنانيه كأنه يأبى أن يغادرنى فقد أعجبت أنا الأخرى بشخصيه أشرف وكتمت أمرى على شقيقتى. ولم أنم يومها من كثره التفكير فيه الأمر الذى زادنى ألما للتسرع فى زواجى من حسام حيث كان من الأفضل أن أتمهل لعلنى أجد الإنسان المناسب الذي تتحقق معه كل أمالى التى كنت  أتمناها. 

توالت زيارتنا لرؤيه أبى أثناء مرضه وفى نفس الوقت كانت الفرصه سانحه لرؤيه أشرف والحديث معه.

وما أحزننى أنه أثناء عودتنا أخبرتنى ساميه أنها تنوى الأعتراف لأشرف أعجابها به فى الوقت الذى قفزت علاقتى به قفزات سريعه لدرجه إنسانى تماما الأوجاع التى أعانى منها فى حياتى.

فى ذات يوم أحسست أن المنافسه قد أشتدت بينى وبين شقيقتى فى الإعجاب بأشرف وقد ظنت هى أنها بأعجابها له قد أقامت جدارا عازلا بينى وبين أشرف وغاب عن بالها أننى قد أخترقت جدارها وتجاوزته.

ويبدو أن لكل سعاده ما ينغصها ويعكر صفوها فما أن رأينا زوجه عمنا حتى أخبرتنا بخبر وقع علينا كالصاعقه فقد غادر أشرف البلاد قبل حضورنا بساعه تقريبا.

ساد الصمت بيننا.. بكت ساميه بشده.. أما أنا تمالكت نفسى وأن كان في أعماقى بركانا يكاد ينفجر. 

وهكذا عدت أنا وشقيقتى صفر اليدين...!!

فهل نجد أشرف آخر...؟

مع تحياتى

(عبد الفتاح حموده)

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :