أسئلة بلا أجوبة .
حبيبي ..
أصحو في صباحاتي العقيمة
أُلَملِمُ عن جفوني ما تبقّى
من كوابيسِ المناماتِ السقيمة
أرسمُ في جدارِ الوقتِ ضوضاءً
وارتجلُ الظِّلالَ على حجارتهِ الثقيلة
وأعودُ للذكرى أُصاحبُها
أحتسي معها
فنجانَ قهوتي اليمانية
وأرتجزُ القوافي الصارخاتِ بِبُنِّها
وارتهنُ القصيدة
ويمرُّ يومي شاحبا بينَ الدروب
وبين وِجهتها البعيدة
أحَدِّقُ طولَ وقتي في السماء
تتزاحمُ الأفكارُ في رأسي بأسئلةٍ كثيرة
وتجاربٍ في حُبِّنا كانت مريرة
وأجهشُ بالبكاء
ربما كنا ولا زلنا
نجومٌ عاثراتٌ في مداها
تكتوي في ليلِ نشوتها الأسيرة
ألم تكُ أنتَ نجمتيَ الأخيرة ؟؟
هَوَت من سقفِ هذا الكون
على قلبي المطارَدِ من سكينتهِ
فأحرقَتهُ بلا رماد ؟
ماذا أقولُ عن الصُّبحِ المُسَجّى بالذهول؟
لا شيء .. إلا أنني بالأمس
اشتريتُ روايةً صَدَرَت جديدة
ها أنا الآنَ أُحَلِّقُ بينَ أسطرِها طويلا
أحدِّقُ في انثناءاتِ الحروفِ طويلا
أُقَلِّبُ باجتهادٍ عَلَّني أجِدُ الجوابَ
لتزاحُمِ الأنفاسِ في صفحاتها
وأكتشفُ الخيالاتِ الشريدة
لتقرأني لُهاثا حائرا
وأقرؤها جراحاتٍ صديدة.
يَمُرُّ الليلُ في نفسي على مَضَضٍ
و الأحلام في وَجَلٍ تؤمِّلُ في منامي
وبين منامِ أحلامي ويقظتها
يتأرجَحُ اليأسُ المعلقِ بين أشداقِ الحقيقة
في جدائِلِهِ البديدة .
أرنو الى الأُفُقِ البعيدِ أرى دُخانا
صاعدا نحوَ السماءِ ويختفي
نفسي تُحَدِّثُني بكلّ حواسها
هي ربما روحُ السجائرِ أنت تنفثها
كعادتك الأثيرة ..
من بعيدٍ تفتقدني .
وأنهضُ من مكاني
وبكل إحساسٍ يدورُ بداخلي
تتشبَّثُ الأيدي كطفلٍ خائفٍ
في كلّ شيءٍ يشبهك
بوجهكَ المُتَوَتِّر القسماتِ ،
بحاجبيكَ ، بجبهتك.
وأحزنُ أِن آآبٌ يكادُ في أسفارهِ يمضي
لا يراكَ و يعرفك
أو أن يراني في عيونكَ أو فمك.
ها أنا أتركُ قهوتي الآنَ على المنضدة
تداعبُ بُنَّها أنسامَ آذار
في جوفها يخبو هديرُ الأحصنة.
****
وتعودُ أسئلةُ الشجونِ تطلُّ في عصفٍ جديد
وتسألُ كيفَ يخبو من جوانحنا الشعور
إلى أين يرحلُ كلُّ شيءٍ دافئٍ مِنَّا
ويحتفلُ الشتات ؟
لماذا لا يزورُ النومُ يقظتنا
ويريحُ أقواسَ الرموشِ المتعبات ؟
مَرَّةً أخرى يجيءُ على مآقيَّ الصباح
وَمَرَّةً أخرى تغيبُ و لا تجيءُ مع الصباح.
شعر : إعتدال طالب ابوبكر
اليمن