حلم النوارس بين الضفاف؟!
نوارس حلمت بلون الضفة الأخرى
حجّت ملهوفـةً إلى الضفـة الأولى
اقتنصتها زُمرة من رؤوس الحربى
ترقبتِ الحـال فــي ركــن ومــأوى
تربصتْ زمن الفرصة ورُكن المرمى
انتظرت الحيـن والميعـاد المسمـى
لما دقت ساعة الرحلـة والملتقـى
رفرفتْ قلـوبٌ دوَّت آذان الصدى
وقفتِ الدهشة على فُرجة الملهى
تزاحمتِ الأجساد بمركب المسعى
ركبتِ الموج لاتبالي الحظ المغطى
حَلَّقتْ بالسرب على آمـال عظمـى
صار الحلم يزحف باتجاه ومنحى
ساد الخوف يغص أهداب الجدوى
قد يفلـح السفـر ويبقـى كالذكرى
وقـد يفشـل إلى مأسـاة بالقتلـى
باتت القصص تعج حيرة وشكوى
وذلك مصير جل تجارب لا تنسى
كم منهم حلّق مُنسلا إلى المنـفى
لكن الآلاف راحـوا وعـادوا موتى
زادوا الأهل قهر المحنة القصوى
شدُّوا الخنـاق على أزمة القربـى
أسرفوا زاد الأسرة وتركوا الأسى
أحرقوا قلوب اللّمة وعز المعنـى
كل الخيرات هنا والبلاد بها حبلى!
بات الوطن في حرقة شر العدوى!
والناس تسأل: سبب هذه الفوضى؟
لماذا الهجرة عادت أمرا استعصى؟
من أجَّج نار هذه الجمرة كالفتوى؟
كيف السبيل لتجاوز الأزمة ومتى؟
🖋️ إدريس قدّاري
كاتب وإعلامي- المغرب