يا ليْتَ شِعْري
قَلْبي تَقَلَّبَ بالأشْواقِ مُلْتَهِبا
والعِشْقُ يُرْهِقُ قَلْباً مالَ فانْسَكَبا
أبيتُ ليلي بِسِحْرِ الحَرْفِ مُنْبَهِراً
يا ليْتَ شِعْري بما أتْلو قَدِ اقْتَرَبا
تَمْضي بنا أحْرُفُ الإنْشاءِ بانِيَةً
بِالمُفْرَداتِ بيانا كانَ مُكْتَسَبا
تَبْني وَتُعْرِبُ سَهْلاً ظَلَّ مُمْتَنِعاً
والنَّّحْوُ يُتْقِنُ ما بالحِبْرَ قَدْ كُتِبا
ما أرْوَعَ اللُّغَةَ الفُصْحى بما انْسَكَبَتْ
كالسّلْسَبيلِ سَقى الأسْفارَ والكُتُبا
فِقْهي منَ المَنْبَعِ الفَيّاضِ قَدْ وَرَدا
والنّظْمُ بالنّحْوِ في المَبْنى قَدِ اتّحَدا
تُبْنى العِبارةُ بالألْفاظِ مُحْكَمَةً
فَتَصْنَعُ النّورَ مِنْ إشْعاعِها مَددا
أجوبُ رُفْقَتَها الأزْمانَ مُكْتَشِفاً
ما كانَ في غابِرِ الأيّامِ مُعْتَقَدا
والمُفْرداتُ على الأسْبابِ قَدْ وَقَعَتْ
فأيْقَظَتْ برَفيعِ الرّسْمِ مَنْ رَقَدا
ما كلُّ ما يَتَمَاهُ الحَرْفُ يُدْرِكُهُ
تأتي الحُروفُ إلى ألْفاظِها سَندا
محمد الدبلي الفاطمي