نص بعنوان / دخان
ابكي يا عيني و جودي
ابكي ياعيني فقد بكى الدخان
بكى دخان يحمل صراخ طفلي
عبري عن ألمي و أعيدي
أكتب يا قلمي
عن الخذلان و الغدر
عن النكران و الهجر
عن صم الآذان
عن قساوة القلوب
عن زمن أنا و من بعدي الطوفان
علا الدخان المكان
وصل عنان سماء الرحمن
دخان يحمل صراخ أرواح
أرواح بريئة مجردة من السلاح
من الخبز
من الماء
حتى الهواء
ما عاد يصلح للحياة
أرواح كانت تحاول النوم
تحت الخيام
تنادي على حلم نهاية الحرب
نهاية القصف
نهاية المعاناة
فقد هدموا البنيان
جاء القناص في الظلام
فهو من الخفافيش
يعشق الظلماء
فقد تراءت له بسمة بريئة
خلف ستار الخيام
جاء يصطاد حمام السلام
أخبروه أنه وتد الخيام
أو ربما ظن أن ظلهم هو سقف المكان
ليضرب ضربة مجنون
أحرق عصافير الجنة
أطفال أيتام
تحت جناح نساء أرامل
الموت في كل الأركان
و الدخان
صرخة في جنح الظلام
ربما عجزت الأصوات
و عجزت الأقلام
ليكون الدخان
صورة توصل الآلام
أوجاعا
و أخزانا
عار على بني الإنسان
رسم الدخان
صورة وحشية الإنسان
أظهر أنياب الغدر
تعطشهم للدماء و الدمار
بأي ذنب أُقتل طفلا
جنينا
امرأة
شيخا
ذنبنا صمود رغم النكبات
ذنبنا أننا لا نهاب الموت
و نعشق الحياة
ذنبنا أننا أبناء قضية
لا تموت رغم تعدد الأسباب
بقلمي / سعاد شهيد