خاطرة ..
ليل و شتاء....
مع نسائم الشتاء الباردة، غارت النجوم و اختبأ القمر، إسترخت طقوس الانفعالات على أوتار الأحاسيس ، مع ألوان طاغية مُدّت على طول حدائق الحارة الخرافية ، يلتقي فيها كل موسم بعض الاصدقاء ، حول طاولة ونرد ، تَحْضر روايات و تفاصيل " اليوم" بالحديث وقهقهات الليل الشارد عن شتاء مدينتي المنسية الغارقة في زخات العواصف الفجائية .
هم يتحدثون و كفى ، يرتشفون فناجين الزنجبيل الحار ، يسردون حكاية " قاضٍ جائر " في مَظْلمة عربية بضمير مباع تحت طاولة في دفء وقوده نفط عربي.
يتحركون بقوة و فوضى و بخار البرد من أفواههم يصاحب دخان السجائر الإفرنجية بصخب عاثر.
ليالي شتوية باردة و حديث هؤلاء عن "تحديات " التقاليد وتداعيات الرفض في قضية حق على منابر دولية و غطرسة حكام جائرين و تجارتهم بدموع المظلومين.
ليتني استطيع أن أكتب أجمل كتاباتي عن فصل الشتاء، ولكن شهية الكتابة مغلقة .
المطر يجعلني احاول ترتيب الكلمات، للحديث عنه مع روحي، وما يفعله بي هذا الفصل الكئيب، انه يسعدني نفسيا بكل ما للسعادة من معنى ودلالة، اعيش مع المطر قصة حب، أليست اجمل قصص الحب تلك التي نضم فيها بعضنا، ونغضب فيها بعضنا ونرقص فيها مع بعضنا، ونسافر فيها مع بعضنا، ونتشاجر فيها مع بعضنا، لكننا نبقى لبعضنا أوفياء.
عايشة بوناب / الجزائر