الاثنين، 19 أغسطس 2024

Hiamemaloha

صحوة بعد قرن للشاعر سلطان محمد معافا

 بعدَ الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة جازان، وتعثرت بعض القبورِ.. وجدتُ قبرًا لم أجد فيه احداً..! فلقد خرج صاحبُ القبر من قبرِه.. فبقيتُ أبحث عنه حتى وجدتُه مع كفنِه. شيخٌ قد مات قبلَ قرون، فر هارباً من قبرِه، ربَّما ظن أن يوم البعث قد حان.. فجلست معه وأسمَعني قصيدة عن ذلك الماضي الذي عاش فيه، وأسميتها:


ــــــــ صحوة بعد قرن ـــــــــ 


أين البديعُ وأين  ذاك الوادي

والبيتُ أين البيتُ فيكِ بلادي


أين الذين شدوتُ حبًّا نحوَهم

غابوا وما تركوا سوى  إسهادي


أين الشقوقُ وأين أرضٌ أُحرِثَتْ

فيها (الخضيرُ) ومأكلُ  الأولادِ


أين (العشاشُ) مَساكنٌ كانتْ لنا

أبقارُنا  وكتائبُ   الأجدادِ


أينَ الرعاةُ ومَن تعيَّشَ  بينَنا 

بالعصرِ أسبقُ جَمعَهم للوادي


أينَ المراعي مَن تَرعرَعنا بها

ماذا جرى مِن بعدِ موتِ  فؤادي!


أين الحميرُ لِنَقلِ كلِّ (عجورِنا) 

تأتي  به  بعدَ الغروبِ  الهادي


بل أين ذاك الأخُ.. أسمعُ  صوتَهُ

وبكلِّ وقتٍ   بالصراخِ   يُنادي


أين الفوانيسُ التي قد نوَّرتْ

يومًا (خداريشاً)  مع  الأسيادِ


إني قضيتُ العُمرَ  أحلُمُ  أنَّني

بينَ  المراعي   زارعاً   للزادِ


وأرتِّبُ الأحلام أدعو  بعدَها

مَن عاش دنيا  عصرِنا ببعادِ


أين الجميلةُ مَن تُماشي خُطوتي 

وأقولُ أنتِ سكنتِ روحَ فؤادي


جلساتُنا  أينَ  التي بِتْنا  بها

بينَ الظلامِ  بقمرةٍ   وسوادِ


إني أرى كلَّ المآذنِ أُعلِيتْ

صوتُ الأذان بغيرِما إعهادي


وأرى المساجدَ عندَنا قد زُخرفتْ

بنقوشِ ألوانٍ ورسمٍ بادي


وشوارعٌ  قد  نُوِّرتْ وتزيَّنتْ

ضاعتْ بها طرقاتُها ووِهادي


والأثلُ أين الأثلُ نجلسُ تحتَهُ

قد زوَّلوا بقصورِهم ونوادي


وأرى كفوفَ اليومَ تحملُ قطعةً

وكلامُهم فيها وفي  إسعادِ


والأكلُ لم ألقَ (الخميرَ وزبدةً) 

(وقوارَنا)  تركوا  بغيرِ  عنادِ


ومزارعي تَبكي  لهجرةِ أهلِها

قالتْ : حَبلتُ ولم أجد أولادي


أَجِمالُنا  صارتْ تُخيفُ صِغارَنا

مِن بَعدِ أنْ كانتْ أعزَّ مرادِ ؟!


أَيُبَدَّلُ  التاريخُ  تاريخُ  الإبَا

تاريخُنا الهجريُّ  بالميلادي 


أسوارُنا  وسهولُنا  وعريشُنا

تبكي فراقَ جهودِنا  بحِدادِ


والعُربُ مِن بَعدِ الريادَةِ فُرِّقَتْ

بِحُدودِها , والحربُ في إيقادِ


قَد غُيَّرتْ كُلُّ الدروبِ وحالُنا

أضحَى بلا  وصلٍ   ولا روَّادِ


كلُّ الزياراتِ التي كانت  لَنا

وصِلاتُنا صارتْ إلى استِنفادِ


يا أيها الوطنُ  الذي عِشنا بهِ

مِن أين أبدأُ بالقصيدِ الحادي


لولا حكومتُنا  الرشيدةُ  هاهنا

ما طُوِّرَتْ لذُرى الجَمالِ بلادي


قد  جاءها  عبدُالعزيزِ  بِخَيلِهِ

وحَدَاْ على النهجِ القويمِ الحادي


✍️

سلطان محمد معافا

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :