نصّ :احمد بوقرّاعة -تونس
"المدينة الفاضلة"
هذي وجوه عربية!
ربّما
قد عرفتُ الآن شيئا عن حرام و لِماه
و عرفت كيف إذ تحنو بقلبي و الشّفاه
كاللئيم يُشرِعُ باب الرّذيلة للئيم
حوّلتْ كأسي رشادي و هدابي للعماه
و عرفتُ أنّني أبناء عَقٍّ و خروج عن صواب
فاعذروني.
هذه الرّأس الخليط عربية!
قد يكون.
عين حولاء تلجلج
قاعها ملح أجاج
قصعتان
و خراطيم طوال كالمزاريب القديمة
تنفثان الوهج ريحا أو دخان
تحته أنياب فيل تارة أو ناب فار
يلعن الله الخمور
فاعذروني.
مرّة إذ كنت أمشي بين أبقار تخور
و حمارفي دثار من كياسه
و شياه تتصايح
و كلاب للحراسه
تتباول في الطّريق فوق أجساد تعرّتْ للسّياط
قيل -والله عليم- لأناس
صنعوا ألف طريق للعبور
مرة....
إذ نطَّ قرد فوق تمثال قديم
ثمّ لاط ...بأخيه
و مشى يسحب شيئا مثل ذيل في جهار
و النّعاج خائفون ساكتون
فسألتُ ابن سيرين فقال:
هذه لم يرد فيها مسار
ثمّ قال :
هذه حفرة وَحْلٌ و طين و خُنَار
ثمّ قال :اعذروني
فاعذروه واعذروني
يلعن الله الخمير و الحمير
و شرابا شرّع باب الرّذيله