الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

Hiamemaloha

الملهمة والشاعر للشاعرة سامية خليفة

 الملهمة والشاعر 


تهتَ عن محطّةِ اليقينِ 

أمسيتَ  الشّاعرَ الأعزلَ

ملهمتك  تذوي 

استعد منها قصائدَكَ المؤجلةَ

اركض خلفها 

لن ترحل في قطارٍ

المحطة بلا سكة 

والصدأ يأكل الحديد

الصّدأُ يتلف الوتينَ

صدأ أدردُ  !

قميءٌ كمستنقعٍ

قدماها المقيدتان

أخذتا معهما المسافة 

الزمن تبرأ منْ روزنامتكَ

لا تنظرْ إلى عقاربِ السّاعة 

كي لا يتوقَّفَ الزّمن

اركضْ خلفها

ملهمةُ الشّاعرِ

تحملُ الحقيبةَ بكفِّ العنادِ 

تأخذُ معها العطرَ والأنفاسَ

تترك خلفَها غبار الذكرى

ترحل ممتلئةً بُعدًا

تاركةً البصماتِ في كلِّ ركنٍ

يا لنقاء آثارِها المائيَّة 

رحيلُها وُلدَ مع زخّاتِ المطرِ

اجمعْ  يا شاعرُ باقةَ حنينِ

استنشقِ الحلمَ

اجمعْ شتاتَ أحلامِك

أذبْ حرارةَ الأشواقِ

استنشقْ بخورَها

اصرخْ بقلبِكَ 

لعلّها تعودُ إلى الصومعةِ 

عرِّ جبالَ المستحيلِ من ثلوجِها

واحيِ دفءَ الإصرارِ

دعِ المحرَّمَ يفقد رشدَهُ

ليميتَ في النّايِ الأنينَ

لا تحُكْ قصيدةً

مصفّدةً بالسّلاسل

بلْ طرّزْها بخيطانٍ من حريرِ

أتنامُ وديوانكَ يصفرُ خواءً

ارسمْ قصائدَكَ  بأهدابِ السّهرِ

معَ ملهمةٍ تبتدعها 

سيغدو الحبّ خيّالاً

جوادهُ سيسابقُ الرّيحَ ليصهلَ عشقًا

إنْ شاكسْتَه مزَّقَهُ الجموحُ

إنْ زرعتَهُ أملاً في جسدِ الصّباحِ

قطفْتَهُ وردةً في آخرِ اللَّيلِ

ها أنّ  طيفا آتيا في السَّحرِ

المحُهُ ينثرُ البتلاتِ 

يجرجِرُ  الكلماتٍ 

إنّه طيفُ ملهمتِكَ 

يدنو من منضدتِكَ

قمْ واحيِ معها أناشيدَ الحصاد

اغرسا في روحيكما أملاً يزهرُ حبّاً

ليمسي حنانُك فجرًا لأيّام تنتظرُ فرحًا

يتسرّبُ قسْرًا من خوابي السّنين

ليشرقَ مع الحلمِ أملًا

ليمسيَ حنانُك دفئًا عاريًا من جسدِ اليأسِ

ملهمتُكَ عادتْ 

أنت الشّاعرُ الذي

كاد أن يموتَ فيهِ الشِّعرُ

عادتْ ملهمتُكَ فاحيِ تجلياتٍ  

هي كلمسةِ الأرواحِ للأرواحِ 

كدفقِ شلّالاتٍ

الدموع ارتشفتَها 

وأنتَ أعزلُ من أبجديَّةِ القصيدِ

برحيل ملهمتِك ماتَ وجهُ الحياةِ 

تلبَّدَ خدُّ السّماءِ

حينَها ورود الحقولِ جفّ فيها النَّدى 

واقشعرّ بياضُ الرُّوحِ هائمًا على وجهِهِ 

ينثر نقاطَ البياضِ على صفحاتٍ سوداءَ

أيُّها الشاعرُ تخيّل 

لو أنّ الشَّمسَ مزّقتْ سوادَ اللّعنةِ

فماتَ السَّوادُ غيظاً 

وأمطرتِ السّماءُ قبلاتٍ 

تخيّلْ لو أنّ الدمعةَ العذراءَ 

ما تزالُ  تتمايسُ على الخدِّ الأسيلِ 

تنتظرُ لمسةً من يدِكَ

أكنتَ تمدّها لها؟


سامية خليفة-لبنان

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :