- ما كنتُ يومًا في المحبَّةِ فاشلا -
شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل -فلسطين -
لقد أعجبني هذان البيتان من الشعر المنشوران في أحد المواقع :
( ما بالُ عقلي لا يُفارقُ غائبا = أضحَى فؤادي من رحيلِهِ خائِبَا
ذكراهُ ملحٌ والجرُوحُ مَرَارةٌ = يا ليت قلبي عن ودادِهِ تائِبَا )
فنظمتُ هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومعارضةً لهما :
أنا شاعرُ الشعراءِ أبقى الغالِبا = الغيدُ تعشقُ روعتي وَمَناقِبا
ما كنتُ يومًا في المَحبَّةِ فاشلا = الكلُّ أضحَى في غرامي ذائِبَا
إنِّي أنا المعشوقُ أبقى للمدى = يبقى وِصالي للنّساءِ مآرِبَا
إنِّي أنا المَعشُوقُ لستُ العاشقَ الْ = وَلْهانَ في الأشجانِ فاقَ نوادِبَا
كلُّ العذارى في غرامي تُيِّمَتْ = وَلِموطني قد كان عشقي صائِبا
وأتيتُ شمسًا بالضياءِ تلألأتْ = وأنرتُ جوًّا كان دومًا شاحِبَا
لي همَّةٌ تأبى الدَّنيَّة والأذى = سأظلُّ من نبعِ الكرامةِ شاربَا
أنا للكفاحِ وللمبادِىءِ قِبلتي = ما زلتُ عن كلِ الشّوائبِ عازبَا
مُتسربِلٌ بطهارةٍ طولَ المدى = للخيرِ والتّقوَى أظلُّ مُوَاكِبا
إنِّي أنا الرّئبالُ في ساحِ الوغى = ما كنتُ يومًا خانِعًا أو ناحِبَا
مُتشبِّث وَبموطني وَتُرابهِ = ويظلُّ جذري في ثراهُ ضاربَا
وأنا الأبيُّ أنا الوَفيُّ لأمَّتي = كم فدفدٍ قد جُبتُهُ وَمصاعِبَا
شابَ الزمانُ بقيتُ في شرخِ الصِّبا = وَمفاوزًا شَيَّعتُها وَسَباسِبَا
لم أكترِث أنا بالنَّوائبِ والنوى = ولكم رأيتُ من الزَّمانِ عجائِبا
وَقهرتُ أندادًا ، وَصَلتُ إلى السُّهَى = ما كنتُ يومًا للزمانِ مُعاتِبَا
يمشي الزَّمانُ كما أريدُ وَإنَّني = أبغي العدالة مَذهبًا وَمَطالبَا
خُضْتُ الحياة مُناضلا وَمُكافِحًا = والغيرُ رعديدٌ وليسَ مُحارِبَا
كم من دعيٍّ أخرقٍ هُوَ فاشلٌ = وَيعيشُ مأفونًا ويبقى كاذبَا
إنِّي أنا الغرِّيدُ في وطنِ الفِدا = روحي لأجلِ الحقِّ أبقى واهِبَا
أفدي بروحي كلَّ شبرِ من ثرَى = وطني ، ولا أخشَى الرَّدى وَعواطبَا
والحُرُّ مهما غابَ عن أوطانِهِ = لا بُدَّ يومًا أن نرَاهُ آيِبَا
إنِّي أنا الشّهدُ المُصَفَّى والشذى = سأظلُّ دومًا كلَّ خير جالِبَا
أسقي العطاشَ كرامة وَمَآثرًا = والكلُّ أضحَى نخبَ مجدي شاربا
وَمَعينُ إبداعي منارٌ للورَى = هُوَ بلسمٌ ما كان يومًا ناضِبَا
كم فُقتُ أقرانًا بفكرٍ ثاقبٍ = فٌقتُ الجميعَ مآثرًا وَمناقِبَا
كم شاعر منِّي تعلّمَ نظمَهُ = وَمُؤدِّبٍ لولايَ لم يَكُ كاتبا
في قمَّةِ الإبداعِ شعريَ رونقًا = كم مُبدع أضحَى لشعري ناهِبَا
أنا شاعرُ الشعراءِ دون مُنازع = والشعرُ من بعدي سيبقى ناعِبَا
كم فيلسوفٍ أعجزتهُ طلاسمي = وأمامَ إبداعي يُوَلِّي هاربا
إنِّي أنا الفجرُ المُطلُّ على الدُّنى = وَأبدِّدُ الليلَ البهيمَ الغاضِبَا
وعلى جُفونِ النجمِ تخفقُ رايتي = وجحافلا سَيَّرتُهَا وكواكبَا
من نفحِ إيماني الخلائقُ ترتوي = والكلُّ يبقى نبْعَ علمي طالبا
وَصُروحُ مجدي كالشُّموس تألّقتْ = يبقى صنيعي مُشرقا لا غارِبا
سَتُردِّدُ الاجيالُ شعري للمدى = فوقَ المجرَّةِ صارَ صيتي صاخِبَا
شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل -