شرخ الكرامة *** بقلم علي مباركي
سالت عنها لدى قوافل النسيان
بحثت عنها لدى جحافل الأزمان
وفي سجلاتها السوداء بالأوطان
فما وجدت لها أثرا باد للأعيان
اجابت وهي في معبد القرصان
تراودهم في غفلة بنهر الطغيان
تساند لائكة مرارة ذاك الخذلان
تساوم عرضا أليست من بني الإنسان
تدنس شرفا لا يلوح لها بالإحسان
وفي عمر الزهور فتاة تغري الغربان
وتطلب عارية الصدر شرج إئتمان
دعابة ام دعارة هناك الكرامة تهان
أيا لعمري ما الذي صار يجري بالإقتران
فذاك يسبو رضعا ويسطو على الوجدان
يلملم ما تخلد بذمة ذوي ضمير مستهان
ويروي غرور من جندوا أنفسا للخذلان
يحتم الرسوم على كل عابر أيان ما كان
وقيل للكرامة هاجري عهد بني الإنسان
وترنحي بأقذر الأماكن يعريك الإطمئنان
وعربدي شمالا يمينا ينحني لك الإحسان
وزمجري كالرعد، يهابك المخادع الخوان
ولا تأسفي على أخطاء حاكت لك الإتقان
وألبستك القذارة وأصطفتك على الشيطان
والجمتك عن الحق وأعطتك سيف الطغيان
علي مباركي
تونس في 25 نوفمبر