... وادِي الأظِلَّةِ ...
بيضاءُ مِنْ شَغَـبِ السَّنا بالسَّوسَـنِ ماسَـتْ على ما هـانَ ليسَ بِهَـيِّـنِ
قالَـتْ وذِكراها تُعرِّشُ في يَدِيْ لو في عُيونِـكَ مَـرَّةً عـاتبْتَـني
وعَرفْـتَ ما لَيْليْ بِحُلْمِـكَ صانِـعٌ صُـوَرًا تُـراوِدُ ما بِغُصْنِيْ يَنثَنـي
ورأيْـتَ مِمّـا ليسَ غيـرُكَ قد رأى مِمَّنْ تَرَهْبَـنَ واستَحَـمَّ بِأعيُنِـي
أدركْـتَ سِـرِّيْ خائـفًا لا ناسـكًا يَمتـارُ ما كانـتْ يـداكَ تَهُـزُّنـي
فَألُوذُ بالنَّجْوى على وَجَعِ النَّـوى وأقولُ ما وجَعَتْ ولا أوجعْتَني
هـلّا أجبْـتَ وما بلغْـتُ ثُمالَـتي ما كانَ ضَـرَّ الكأسَ لو أسكَرتني؟
لَكـنَّنـي كَـلِـفٌ بِعـاليَـةِ الجَّـنى لا أنـتَ صَـعـبٌ لا ولا كلَّفْتَنـي
هيَ هكذا رُوحُ المُحِـبِّ ولُـوعةٌ بالذَّارياتِ ولـو بهـا أذريْـتَـني
أمَّلْتَنـيْ عُـمُـرًا بِعَينِـكَ سـاكِـنًا فَنَطـرتُ واسـتحيَيْتُ ما أمَّلْتَني
حتَّى ظَننْـتُ بأنَّ ثَغْـرَكَ مَلَّـنـيْ وَنسِيتَ في وادي الأظِلّةِ مَوطِني
أو أنَّ عينَيْـكَ استمالـتْ جارَتـيْ وبِسوءِ ظَنِّـيْ بالنَّـوى جازيْتَني
وهجرْتَنيْ حتَّى ظُنونِيْ قارفَـتْ أمَّارتِيْ بالسُّـوءِ ما كانَـتْ تَنِـيْ
فتمايَلَـتْ أغصـانُ وافِـرةِ الجَنى وتكسَّـرَتْ مَعروشَةٌ بالسَّـوسَـنِ
وأمَلْـتَ كُلَّ المَيـلِ حَتَّى غَمـزَةٌ مِنْ عِينِكَ اليُمْنى أصابتْ مأْمَني
فحرَمْتَنيْ مِنْ لَثْمِ ثَغرِكَ في الضُّحى ياليـتَ لم أشكُـوكَ لـو حَـرَّمْتَني
وأصبـتَ مِنْ سُكْناكَ قلبيْ رَبْـوةً أسـعى إليها في غَرامِـيْ المُزْمِـنِ
ورمَيْتَنيْ بالعادِياتِ إلى الضُّحى حتَّى نُشوريْ بينَ ثِنْيِكَ والسَّنِي
فَحلفْـتُ باسـمِكَ لا أُقارِفُ مِثْلَهـا لو كُنْتَ أشْهَى واحتِضانُكَ ضَمَّنِي
فَلَقد رَضيْـتُ بأنْ أكـونَ مُعلَّقًا مابينَ أحلـى ما يَروقُ ويَنْحَنيْ
وحزفْتُ مِنْ قاموسِ عِشْقيْ أحرُفًا لا تَغْـتَنِـيْ مِمَّـا قَـسـا في اللَّـيِّـنِ
وقَصَرتُ غاياتِيْ بِما فيكَ استوى مِمَّـا يميـلُ بأحسَـنٍ لِلأحـسَنِ
حتَّى اكتَفيْتُ بِما مَنَحـتَ بِقُبْلةٍ وقَنِعـتُ مِنْكَ إذا مَنَعـتَ بِلَيْتَنـي
الشاعر حسن علي المرعي