عالم لا منتمي.....!
على أطراف سفوح الجبال تبدو
الراحة بهيجة بعيدا عن طنين
الذباب الذي يملأ المدينة فهناك
لا سموم ولا توتر أعصاب . لا قيمة لأحد إن لم يجد له رفيقا
يشبهه في تركيبة فكره ويسيرا
معا حيث سر الخلود الذي سيبقى بعد الرحيل .....
إن هذا العالم يسير بخطواته
حول مجهول لا منتمي وحدوده
ضيقة فيعود من حيث بدأ المسير . لا هدف يسعى لتحقيقه
إنما هي الغوغاء والتناحر على
من يعتلي المنابر ليلقي كلمته
ليصبح من المشاهير.....!
حينها ترى الناس متجمهرين
حوله وكأنه أُرسل لهم نبي نذير.
.... إنك إذا كنت حقا تسعى وراء
الحقيقة فلا تعبث بأصحاب الخطابات في مُعترك الجماهير
فهم لا زالوا عاجزين عن تنظيف أجسادهم
من بواقي الدسم الذي في أحشائهم وظنوا أنهم فائزون ...!
إن العفة شيء جميل إذا كانت
لا تُثقل كاهل من كانت له صفة
العفاف وعدم القبول بروائح الشحوم في الميادين .. إن العفة
تولد مع صاحبها فهي لا تُشترى
وليس لها سوق . الراحة هي سبيلي فما كنت أستمتع يوما
وما كنت أثق بأصحاب الشهوات
ولا كنت من المتوسلين لأحد
أن يقول لي هيا تقدم وخذ من أفكاري لاجعلك من العاقلين .
أنا خُلقت لأكون محطما لألواح
ما كتب المنافقون وخلقت لأُصحح أصحاب العقول الضعيفة
ولن أكون من المتوسلين....
لذا أحب أن تكون لي الألواح
الخاصة بي ولا يشاركني بها أحد
من تلك الفئات التي لا ترى سوى
الهرج في الميادين . إنني أبحث
عن رفيق أفكاري ليكون كظلٍ لي
في كل خطواتي فهو الذي يحول
دون سقوطي بين مُشترين أنفس
المتهورين . إنني إذا وجدت ذاك
الرفيق وجب عليَّ أن أتحد معه
في الروح والجسد لنكون معاً
جسدا واحدا إلى أبد الآبدين
ونشق معاً طريقنا للبحث عن
عالم لا يدور ساكنيه في حلقة وهم لا يشعرون......!
سالم المشني..... فلسطين...