لأنك وسيمة
و لأني أحببتك دون سواك
انتظرت أن يولد في عنيك
فجر اللقاء
قمر ينير العتمة من رحم السماء
يكسر أجنحة الحنين و الانتظار
انتظرت أن يحيا غصن الخريف
تزهر أغصانه تظلل كل رصيف
راودتني فيك شقوة الأحلام
أراك عابرة بين أوراقي كطيف
كسنبلة ربيع يطاردها خجل الرياح
كغيمة صيف يداعبها الصباح
كأنثى لا تشبه بقية النساء
أزهرت بداخلها مواسيم اللقاح
و أينعت حد الاشتهاء
كأميرة وسط مواكب الملاح
تتأملها حروفي على حافة الانتظار
تتمايل كنخيل الصحاري
تحكى ظلم الخريف العابث
و تعيد حكايات الصباحات البعيدة
تمسح على جبين الأرض مواعيد اللقاء
هكذا أراك دون شبيه أيتها الوسيمة
كأنك خلقت في الكون يتيمة
من وراء نافذتي تتوالى الفصول
بين حر الظمأ و زمهرير الشتاء
غيابك نار و حمى و حرمان
وحده صوت فيروز يملأ المكان
يصارع بداخلي ضجيج الموت
فيفيض الشوق بداخلي كبركان
يدثرني يترجم بداخلي لغة الشوق
يرسم الحنين لوحتين اثنان
لوحة تغطي الجدار الصامت
و دمعة تروي ظمأ الشفاه
عجبت لحبك
كيف كسر جدار فؤادي
كيف ذاك القلب الذي املكه
صار بين يديك و ملكت نبضه
كأنك ذات سلطة و عرش
سلبت مني عقلي و مرادي
يسابقني الزمان إذا امتطيته
كانك و الزمان تلعبان ضدي
وحده. صوت فيروز أرتديه ثوبا
كلما تعريت و هاج ظلم الحنين
كلما امتدت مسافات الماضي الدفين
أرى طفولتي فيك أكثر قربا
أرى فيك عشقا و حبا
ادريس العمراني