. << وَفْضَةٌ >>
دَقَّت أجْرَاسُ الخُنْس
صُفِّدت يَدُ العَلَق
نَادَى سَيِّد الوُعُود
أَنْ أَقْبَلَ وَقْتُ الجُود
اسْتَفَاق كُلّ مُجِدّ
ليَوْمِه مُسْتعِد
فَهَل مِن مُتَّعِظ
أصْواتُ عرَباتٍ مَجْرورَة
صَخَبُ كَائِناتٍ مَحْقورَة
صَفِيرُ عَصافيرَ مَسْرورَة
وكُلٌّ عَلى قَدْر فَهْمِهَا مَأجُورَة
قدْ تَبْدُو لَكَ الحَيَاة عَادِيَة
وجُلُّ الرُّقَّادِ عَاشَتْ أحْلَاماً وَردِيَة
إِلَّا بَيْتُهُم
إِلَّا حَيُّهُم
إِلَّا أَرْضُهُم
أمَّهاتٌ حَبْلَى فَقَدَتِ النَّصِيب
أطْفَالٌ جَوْعَى وَلَا مَن يُجِيب
وشُيُوخٌ صَارَت أَسْرَى النَّحِيب
فُقِدَ عِندَهُم الأَمْن و الأمَان
لَمْ يَعُدْ ذَاكَ الإنْسَان هُو الإنْسَان
خُذِّرتِ العُقُول ووَقَفَ عَقْرَبُ الزَّمَان
يَامَنْ تَعِيبُ عَلى القَوْمِيّة
سُنَّةَ الشَّهَامَة و المُرُوءَة العَفْوِيّة
أَلَمْ يَكْفِيكَ غَدْر بَنِي الأَحْضَان
وَصِلَة القَريبِ بِهُتَافِ رَنَّان
فَمِن أيْن سَتَأتِي المَودّة والحَنَان
سَهرَاتٌ فِي أَعْلَى الأبْرَاج
وسُفُرَاتٌ مَلْؤُهَا بُعْرَان بِبَيْض الدّجَاج
وَكَبِيرُ الوَفْضَةِ سَمَّوْهُ أبَا الحَاجّ
أيْن غَيرَتُكَ أيُّها الرَّحِم
أَلَازِلْتَ تُنجِبُ أمْ أصَابَكَ وَرَم
أَبَاقٍ فِيكَ مِن الفَارُوقِ نُطْفَة عَدَالَة
حَتَّى يُكَرَّم مَن صَارُوا حُثَالة
وَإلَّا مَا جَدْوَى هَذا الزَّخَم
الذِي أنْسَانَا مَن نَحْن ؟
وَلِمَاذَا جِئْنَا ؟
وَكيْف سَنُمْتَحَن ؟ .
/ عبدالواحد الكتاني (🇲🇦( 2024\11\05 .