الاثنين، 4 نوفمبر 2024

خنساء الشام

شظايا للدكتور محمد حسام الدين دويدري

 شظايا

محمد حسام الدين دويدري

ـــــــــــــــــــــــــ

بحثت عن الأحِبَّة في المُلِمَّة=وقد صار المَدى ظلماً وظلمةْ

وأنبَتَت الدروبُ نِصالَ شوكٍ=تحاصر مَنْ يُحاول نشر عِلمَهْ

فيأمل أنْ يُهدّئ روعَ شعبٍ=أضاع على دروب الصبر حِلمَهْ

فلم يَعُدِ الحليمُ يطيق صبراً=وقد صار الأمان يذيب وهمه

وبات القوم في خوفٍ ومقتٍ=وضنكٍ جائحٍ يستلُّ سهمهْ

ليقنص مَنْ تمسّك بالأماني=ويُفسِدَ مَن ثوى في الثغر بسمةْْ

رأيت بني ترابي قد أضاعوا=دروبَ العيشِ في عَجزٍ وأزمةْ

وفتنة جهلٍ اجتاحتْ رؤاهم=فلم يُبقوا لصوَن الحَقِّ حُرمةْ

فمنهم مَنْ أذاب العمر بحثا=يطارد في اللهاث سراب لقمة

فيأمل أنْ تُحصَّل منْ حلالٍ=لتغدو عيشة الأبناء رحمةْ

ليمضي العمرَ في ركضٍ هزيلٍ=يرسِّخ جهلَه ويذيب فهمه

ومنهم مَنْ مضى في الأرض يطوي=دروباً علّّها تكفيه عصمه

وقد هُدِمت بيوت كان فيها=يخبّئ عمره ويصون عزمه

ومنهم من رأى في الخرق درباً=لكسبٍ المال عدوانا ونقمةْ 

ليسرق, أو يغالي في احتكارٍ=ويوغل في حقوق الخلق نهمَهْ

ومنهم مَنْ بَغى في القتل, يزهو=بقوته, فكان الله خصمه

يَصُبُّ النارَ في أرض تغذّى=على خيراتها وحبته حَزمه

*    *    *

لقد كشفت ذُرا الأزمات فينا=من العورات ما قد صار وصمةْ

فبتنا كالذي أمضى دهوراً=ليبني في جبال الملح حُلمَهْ

فيجعل من قصور الوهم بيتا=هوى وانهار من تلقاء لكمةْْ

فهل ضاع الصلاح بأرض قوم=أضاعوا بالتناحر إرث أمّة...؟

فصار العدل بينهمُ نفاقاً=أحال منابر الإصلاح رِمّةْْ

وهل نصحو على ألمٍ غزانا=لندركََ ما نُريد اليوم حَسمَهْ...؟

فنرجع في حياض الحقّ قصراً=تسوّره من الأخلاق ذمّة 

يظلله من العدل اقتدارٌ=على صون الحقوق تقى وحِكمة

فندرك نعمة الرحمن فينا=بعلمٍ يصنع الإدراك سلمه

فكلّ الخلق في الدنيا ضيوفٌ=وفي دار المقرّ بهم مهمّة

لتجزى كلّ نفسٍٍ في حسابٍ=سيبدأ بالسؤال  ذوي الأعِمَّةْ

لأنّ فسادهم سرّ الخطايا=فسرّ الغيّ إفساد الأئمّة

..............................

الثلاثاء 3 / 11 / 2015

خنساء الشام

About خنساء الشام -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :