العَزْمُ و الحَزْمُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
قَنَاتي في تَحَدٍّ لنْ تَلِينَ ... و عزمي فوق عزمِ الثّائِرِينَ
خَبِرْتُ العَومَ في بَحرٍ عَمِيقٍ ... فَنِلتُ الفَوزَ، مِثْلَ الظَّافِرِينَ
لأنّي واثِقٌ مِنْ كُلِّ خَطْوٍ ... فلا أختطُّ دَربَ الحَائِرِينَ
تَعَلَّمتُ التزامَ الصَّبرِ نَهْجًا ... و يَهدِينِي دَلِيلُ الغَابِرِينَ
يَكُونُ الفَوزُ في مَسْعَى مَنَالٍ ... إذا ما كانَ نَهْجُ الصَّابِرِينَ
سَيَدرِي غَائبونَ اليومَ هذا ... كما يَدرِيهِ جَمْعُ الحَاضِرِينَ
فَلَنْ يَخْفَى، و كيفَ النُّورُ يَخْفَى؟ ... تُناجِيهِ عُيُونُ المُبصِرِينَ
صُمُودُ النّفسِ مَدعُومٌ بِوَعيٍ ... لِذَا اجْتَازُ يَأسَ العَاثِرِينَ
لأحظَى بالذي فيهِ نَجَاحٌ ... خِلَافًا لِلأُنَاسِ الخَاسِرِينَ
و هذا الفَرْقُ بَينِي في وُضُوحٍ ... و بَيْنَ المُنْتَمِي لِلقَاصِرِينَ
رُدُودُ الفِعلِ تأتِي في جَوَابٍ ... تَرَى المَردُودَ عَينُ النّاظِرِينَ
سَأمضِي في طَريقِي دُونَ خَوفٍ ... كَما يَمضِي جَمِيعُ السَّائِرِينَ
فَدُنْيَانَا على سَطحٍ مُثِيرٍ ... مِنَ الأحدَاثِ، لَسْنَا قَادِرِينَ
عَلَى إنقاذِنا مِنْها إذا لَمْ ... نُبَادِرْ في جُهُودٍ قَاهِرِينَا
دَوَاعِي خَوفِنَا مِنْ كُلِّ بُدٍّ ... لِنَبْقَى في ثَبَاتٍ عَابِرِينَ
المانيا في ١٦ نوفمبر ٢٤