رسالة إلى حبيبتي.
::::::::؛؛؛؛؛::::::
حبيبتي ما هذا الجفاء، دعيني أحدثك ما حل بي في ظل بعادكِ عني ثلاثة أيام بلياليها، لقد داهم الشوق غرفتي بكل قوته دون استئذان أو تحية سلام، وجلس أمامي برهة من الوقت محدقاً بعينيه نحوي بصمت عميق دون أن تلفظ بكلمة، فقلت من أنت أيها الدخيل بدون استئذان؟، فقال ضع يدك على صدرك وسوف تعرف من أنا، فوضعت يدي على صدري وإذا بقلبي يخفق بقوة فعرفت إنه الشوق، فقلت إنك الشوق الذي يأتي بدون استئذان أو سابق إنذار، فقال صدقت، فأخبرته ما الذي جاء بك في هذه الساعة؟، فقال لقد جئت لمواساتك حين وجدتك وحيداً تعاني فراق المحبوبة، وقدم إليّ مجموعة من كؤوس الوجد الساخنة ممزوجة بنكهة أنفاسك الزكية ومحلاه بطعم الكركدية، وانصرف.
ومن شدة حنيني و لوعتي إليكِ احتسيت كأساً منها على عجل علني أطفئ حرارة الشوق والشجن، وما هي إلا لحظات حتى ثملت و أرقني السهاد وحنين البعاد، فأرتميت بين أحضان السرير على غير ميعاد، وكلما أصحو أنهض من على الفراش كالمجنون اتلمس أثرك بقربي علني أجدك وأحظى بمرأى محياكٍ الجميل، وحين لا أجدك أحتسي كأس آخر فأثمل و أرتمي بين أحضان السرير.
وهكذا أصبحت حياتي محصورة بين لحظات الصحو والبحث عنكِ وأحتساء الكأس والثمول والارتماء حتى أصبح جسمي نحيل كأغصان شجرة قسي عليها الخريف وسلب منها أوراق الربيع المخضرة وتركها تعاني حرارة الشمس وبرد الشتاء.
فبالله عودي إليّ حتى تعود روحي للبدن، فما عدت أتحمل مرارات البعاد، وأنين السهاد، وحنين البعاد، ونوبات الوجد والهيام، فحياتي بدونك هواؤها نتن، و شرابها مر، وأكلها بلا طعم، الصباح عندي مساء، والمساء أصبح جحيم في جحيم.
يا ترى ماذا جنيت حبيبتي حتى أستحق هذا الهجران غير مأسوف عليّ...؟
بقلمي د. محمد أحمد غالب أحمد، الجمهورية اليمنية.