عبثا ترجو
وكم لي عليك من عتب يا زماني
أيقظتني من غفوتي بعد فوات الريعان
وكنت قد أودعتك حلم الصبا أفنانا
ونثرت بين دروب غدك رحيق الأماني
فتركتني لبنات الدهر تعدو بعمري
كأنها جموح فرت من حرب بلا عنان
حتى وجدتني والشيب بمفرقي مجدا
يضرم الوقار وينذرني باقتراب الأوان
ورأيتني أستلم منك حلم الصبا يبسا
مزهره في قاع أشجار ذابلة الأغصان
ألا يا نفسي فيم التعلل بوهم الأزمان
فكل منتظر تعلمين حاضر بعد أحيان
والهشيم لا يطرح غلاله كل صائفة
إلا بعد حرث وكد وتوكل على المنان
عمرت خمسا معقودة على عشر ونيفا
من ثلاث فما علمتها أفراحا دون أحزان
وما رأيت العاشقين قد دام لهم صفو
وما سمعت الأشعار منهم جيدة الاتقان
اإلا وجواريهم في يم الهوى رواكد تلعن
رياح المتنبي والتنائي غدا بديل التداني
كدر هي الحياة ما عشتها عبثا ترجو
صفوها وترا فالسرور والأسى فيها زوجان
وإن كنت فيها ذا حظ بت وقد أعارك
والوسنان ليله وأهداك الصبح سلامة الأبدان
ثم وجهك قلب بين الخلائق كيفما شئت
فليس لك والله مستكان إلا في كنف الرحمن
بوهيلي نورالدين/المغرب