((مَطْلُ الْمَدِين))
طَفافًا فِي مَوازِينِ الْمِدادِ
وكَيْلًا بِالْعِيارِ الْمُسْتَفادِ
وقَوْسًا بِالْمَقايِيسِ الْعِراضِ
ونَقْضًا لِلْعُقُودِ عَلىٰ اضْطِّرادِ
وبَسْطًا مِنْ مَحِيزٍ بَعْدَ حَوْزٍ
وبَعْضُ الْبَسْطِ مِنْ دُونِ اِقْتِصادِ
ووَعْدًا بِالْوَفاءِ؛ بِلا الْتِزامٍ
(كَعُرْقُوبٍ) وقَدْ نَفَضَ الْأَيادِي
ونَكْصًا مِنْ نَكُوصٍ؛ فِي اِنْتِقاصٍ،
لِحَقٍ (دُونَهُ خَرْطُ الْقَتادِ)
وزَمًّا دُونَ تَزْمِيمٍ بِخَطْمٍ
فَصارَ خِطامُهُ دُونَ انْقِيادِ
وثَبْرًا بِالْوَعِيدِ وَكُلِّ وَيْلٍ
لِمَثْبُورٍ إِلىٰ يَومِ الْمَعادِ
ودَيْنًا لِلدُّيُونِ عَلىٰ اِنْكِشافٍ
فَلا حَيْنًا يَحِينُ عَلىٰ السَّدادِ
وقَرْضًا لِلْقُرُوضِ بِلا غِطاءٍ
(يُغَطِّي شَعْلَهُ بَعْضُ الرَّمادِ)
وبَيْعًا لِلْمَبِيعِ بِدُونِ رَيْثٍ
لِمُبْتاعٍ عَلىٰ ذاكَ الْمَزادِ
وحَصْدًا مِنْ حَصِيدٍ بَعْدَ يَنْعٍ
(يَحِينُ قِطَافُهُ) وقْتَ الْحَصادِ
ومَطْلًا باِلْمُماطَلِ بَعْدَ دَيْنٍ
بِهَا أَضْحَى الْمَدِينُ بِلا اِعْتِدادِ
وغَمْطًا لِلْحُقُوقِ، عَلىٰ اِعْتِزالٍ
مِنَ الْمَغْمُوطِ مِنْ ذاكَ الْمُفادِ
وعَصْدًا لِلْحَقائِقِ فِي الْتِواءٍ
كَمَعْصُودٍ بِهاتِيكَ الْعِصادِ
فَصَبْرًا أًيُّها الْمَجْحُودُ صَبْرًا
فَقَدْ آلَ اِصْطِبارُكَ لِلنَّفادِ
نِداءً، حِينَما فاضَتْ كُؤُوسٌ
فَظَلَّ مُطالِبًا جَهْرًا يُنادِي
وجَحْدًا باِلْقُرُوضِ عَلىٰ جُحُودٍ
فَمَطْلُوبٌ بِها، هَتْرًا يُعادِي
وفُحشًا بِالصَّفاقَةِ مِنْ لِسانٍ
يُلاسِنُ دائِنًا بَعْدَ الْوِفادِ
وكَرْعًا مِنْ مَناهِلَ بَعْدَ أَلْسٍ
يُتَخِّمُ تُخْمَةً بَعْدَ ازْدِيادِ
ورَكْضًا خَلفَ إِشْباعٍ؛ بِعَدْوٍ
يُقَهْقِرُ قافِلًا دُونَ اتِّئادِ
وضَرْبًا بِالْمُعَارِ بِكُلِّ خَرْصٍ
عَلىٰ عُرْضِ الْحَوائِطِ والصِّلادِ
ورَهْبًا مِنْ حُلُولِ الدَّيْنِ؛ تَوًّا
يُقَطِّبُ ذا الْجَبِينَ كَما الْأَعادِي
ووَجْمًا مِنْ وَكِيعٍ بَعْدَ بَذْلٍ
لِمَوجُومٍ تَصَلَّبَ كالْجَمادِ
وقَلْبًا لِلْمِجَنِّ عَلىٰ ظُهُورٍ
أَدارَ الظَّهْرَ مِنْ بَعْدِ الْقِعادِ
ومَكْرًا مِنْ غَرِيمٍ؛ إِذْ تَخَفَّى
(يُدارِيِ سَوْءةً) بَعْدَ اِتِّقادِ
وزَيْفًا مِنْ كَلامٍ عِندَ لَفْقٍ
يُفَبْرِكُ حِيلَةً بَعْدَ انْتِقادِ
وحَفْزًا لِانْقِضاضٍ بَعْدَ قَضٍّ
لِلَغْفِ (غَنِيْمَةٍ) دُونَ ارْتِعادِ
وقَدْحًا لِلشَّرارَةِ بَعْدَ ذَمٍّ
كَمَقْدُوحٍ عَلىٰ ضَرْبِ الزِّنادِ
فَما كانَ التَّماطُلُ مِنْ عَسِيرٍ
لِيُنْظُرَ فِي الْيَسِيرِ مِنَ الْمُرادِ
ودَرْءًا لِلْمَفاسِدِ بَعْدَ لَيٍّ
يُحَلُّ الْعَرْضُ مِنْ بَعدِ الْعِنادِ
فَذاكَ طَرِيقُ مَطْرُوقٍ بِلَيلٍ
وذاكَ مَآلُ حَيْدٍ عَنْ رَشادِ
بِقَلَم
د.عارف تَكَنَة