رحلتي إلى بلاد الإغريق ......
لقدتأملت حياتي فرأيتني أهوي إلى أعماق الأرض خاويا من كثرة
الفتن التي تسود هذا العالم الذي
لا مبدأ له سوى حب الحياة ولو كانت هذه الحياة برهة من الزمن.
لقد ضحكت مني هذه الدنيا لأنني كنت أحسبها باقية وهذا
ما يقوله بشر لا يعرف ما هي
الحياة وبظنه أن الحياة لا نهاية
لها دون وعي منه وكأنه يعيش
في خلد الحلم العميق الذي يصور له بأنه ملك هذه الدنيا
وسيبقى إلى الأبد.....!
إنني لأعجب من هؤلاء الذين
يحسبون أن حياتهم ماهي إلا لهو
فيغتنمون ما أتاح لهم الزمن من
الوقت ليفعلوا ما طاب لهم من ملذات غير آبهين لما قد تأت به
الأيام..... لقد سافرت لأقطار بعيدة لأرى كيف تكون الحياة هناك فما وجدت إنسانا يفكر كيف سينتهي به المطاف. عند بلوغ الأجل وماذا سيفعل حين
يلقى ربه بعد عمر أضاعه في الضياع وعدم التفكير وهنا يعرف
إن الحياة ماهي إلى فرصة يتعرف بها لماذا خُلق......!
لقد وقفت متأملا لتماثيل أُقيمت في بلاد الإغريق وكانت هذه التماثيل عبارة عن تدشين فلاسفة عظام علموا الإنسان الحكمة وهاهم الآن حجارة متجمدة لا حراك لها . لكن سادني
شعور بأن هؤلاء كانت لهم حياة
خاصة بهم ليست كحياة الآخرين
من الأمم ....! ومع ذلك إذا أنت دققت النظر في عيونهم المتحجرة تجد من يقول لك إبحث عن الحقيقة ولا تتوقف لأنك تنظر إلينا ويخيل لك عقلك
بأننا ما زلنا أحياء.....! صمت قليلا
وراح فكري يُعيد التاريخ الذي
مضى وكأنني أعيشه اليوم ، لكنني أدركت أخيرا بعد طول تأمل أنه لا خلود لأحد في هذه الدنيا فقد إنتهى عصر العظماء
وبدأ عصر جديد وما هو بالعصر
الذي كان يأمله ذلك العظماء ....!
وما عصرنا هذا إلا عصر الفتن
والرياء والرويبضة فكرامة لهم
أن ينتهوا قبل عصرنا هذا وإلا لأجهدوا على أنفسهم وندموا
أنهم عاشوا حيث نحن الآن .....
سالم المشني ... فلسطين... من بلاد الإغريق....