ذاكرة الوقت
تتلاعب عقارب الوقت
كأسطوانةٍ شرختها تجاعيد الزمن
تدورُ ك ساقيةٍ بلا نهايةٍ .
ملّت طول المسافات.
لا أحدَ يأتي
يَتغيبون قبل سقوط الندى
على ياسمين الطرقات.
وفي كل يوم
تطالعنا صفحاتُ الغياب
بأسماء ووجوه حبيبة
تهزّ الوجدان..
غضبٌ فوق غضب
قهر يختنق خلفَ قضبانِ الأفئدة
حاراتٌ صامتة
لم يبقى منها سوى حزن أعمدةٍ أبت الانكسار
وأرجوحةٌ وبقايا شعر ذهبي مجعد
أظنه ليوسُفَ الجميل
همسات إخوتِه تُخفي أسرارَ الراحِلين
غرقَ الفَرحُ في أفواه الحُزنِ
غَضب ينهشُ رُؤى عشاق الحريّة ..
هل يتسامر الليلُ والنهار قبيل الفجر؟
يتشاركان أسرارهما الغافية
هل تتحاور أرض الطهر مع أحبة احتضنتهم ؟
هل سيحدّثوننا عن طَلاسمِ خبيثة
عن مؤامراتِ أشباح في عتمةِ الزوايا.
وعلى عتبات أبواب مهشمة
هل ترتدي الشمسُ يومًا قناعا ؟
هل يمكن أن تحولَ جدائلَها الذهبيةِ ريحًا تعصفُ بالمرايا الغافية ؟
يَتهاوى الموتُ من الفضاءِ
مثل نجمة تساقطت وتهشمت
تناثرت مثل خبز عتيق
يعودُ الأطفالُ الشهداء زرافات
تستحيلُ كل الحدائقِ
ياسمينًا وعوسج
ففي هذا الزمنِ المتخاذل
كل شيءٍ ينتهي
مثل سيجارةٍ
بين أصابعٍ غريبة
أدمنها الحزنُ حتى خلايا الدم
وما زالَت تقهقه وحدها
في مقهى مهجور.
أمل مصطفى الخواجة