حياء الأزمنة
و كأن الأزمنة تستحي منك يا حلب َ
كتبك و ما وفى أبن الغزي بماء الذهب َ
أبنك المتنبي قال عنك أن أليك السبيلا
بحتريك ِ قال شكوت الحب حرقني ملاما
تأبى السيوف اللمعان الا بيدك يا أبا فراسا
مهما كتبوا و قالوا لن تكفي أقوالهم و المدادا
تتحمر خدود الورود عند ذكرك عشقا و صبابا
أيجود الزمان و الحب على غيرك ببعض ما
أن الحب على حجارتك منحوت بيد نحاتا
منذ وجودك حتى الأن ما أنقطعت الأنفاسا
كل من مر عليك ذهب و قال سلاما سلاما
اللهم أرفع عنها الحزن و أعلي مقامها مقاما
كم حلموا الغزاة و كنت تجتثي تلك الأحلاما
الفخر و العز لك لأخر الزمن و الدهر ما داما
كل المجد تتم صناعته ليخرج للدنيا أفواجا
و بعضا منه يستنسخ بغير مكان أنه بهتانا
مكتوبة بصفحات الأزمنة بأسم هو الشهبائا
أني كصلاح أعشق و أنتمي ألى أدراج قلعتها
لو كان للجماد نطق لكادت نطقت حجارتها
كم من سعداء في الأرض دخلوا من أبوابها
خرجوا و عادوا ألى موطنهم ليقولوا بكاءا
كل من قال رأى مثلك هو مارق كذاب كذابا
من يشرب الماء ليس كمن يشرب من فراتا
مهما ما حصل من دمار تعودين من الركاما
كعنقاء تدب الروح و تنهض من تحت الرمادا .
صلاح محمد نانه / سورية / حلب