أنتَ الحبيبُ
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خبّأتُ في عتم الدجى حَسَراتي=و جلستُ أجمعُ في السكون شتاتي
فالقلب يغمره الجوى، وأنا الذي=يسبيه ذكر الحبِّ و اللهفاتِ
روحي إلى ذكرِ الحبيبِ سبيَّةٌ=و دمي يثور و يستبيحُ ثَباتي
فإذا رآني عاذلٌ في عَبرتي=أسري سَمَوتُ على بديعِ صفاتي
و رفعتُ رأسي عالياً متفاخراً=فحبيبُ قلبي خالقُ الخَفَقاتِ
ربُّ السماواتِ العليُّ المُرتجى=ماحي الظلام و مبدع القَسَماتِ
و هو الذي أحيا فؤادي عاشقاً=لرؤى الجمالِ و عاطر الهمساتِ
يا رَبّ فابعث في صفاءِ سريرتي=نورَ اليقينِ و خالصَ الرحماتِ
أنتَ الحبيبُ، وليسَ لي في هدأتي=إلاّكَ يُصلِحُ بالهُدى عَثَراتي
يا مَنْ إليه بَسَطتُ كَفَّ ضراعتي=و شكوتُ أمرَ جوارحي و هَناتي
أنتَ الذي أزكيتَ فيَّ بصيرتي=ووهبتني قلباً يصونُ حياتي
يسمو و قد أزرى بكلِّ خطيئةٍ=عن نبضه المشحون بالوَمَضاتِ
فإذا اعتراه النوم حدّق في السماءِ=مُناجياً مغرورق العَبَرَاتِ
يبتاع من أرض الحروف قصيدةً=تشفي الجراح و تجتبي الثمراتِ
فامنن بعفوكَ، قد أتيتكَ تائبا=خصبَ الفؤاد ، تغيثني صلواتي
ثبّت على الإيمان كلَّ عزيمتي=فالقلبُ من بحر الخطيئة آتِ
الكلُّ في هذا الزمان معذّبٌ=بين الحِراب وسطوِ صيحة "هاتِ"
فكأنّما يحيون في دنيا البقاءِ=و هل لهم فيها سوى خطواتِ
العمر في بحر الزمان هنيهةٌ=ذابت و ما فيها من اللذّاتِ
و الباقياتُ الصالحاتُ بشائرٌ=للصابرين على شفا الهفواتِ
آهٍ لليلِ الحائرينَ إذا مضى=متثاقلاً متوهّجَ الجَمَراتِ
مَنْ يشتري بالحُبِّ رجعَ قصائدي =عبر الزمان مصدِّقاً كلماتي …؟
يا أيها الإنسان مرجعك الثرى=فاجعل خِتامَكَ زاخر الحسناتِ
.........................................
الاثنين، 01 تشرين الثاني، 1999
من مجموعة: وطن عبدالمنعم الجمال