في لقاء قيس
أكنتُ في الحُلْم أم لقياك منتظرا
ياقيس أم جئت نجما تخطفُ البَصرا.
لما سألت ظلال الطَّل أومَأ لي
بأن أمر احتضاني. قيسَ قد صدرا.
قلت له : لم أُرَتب للُّقى سفرا
ولا. أراني. لعُظم الأمر مُقتدرا.
كيف بعِشتار اهل الحب يَنزل بي
ولست من كرم الأضياف معتذرا.
لما بدَا لي وسِرب. العشق يتبعُه
مُجتمعا حوله. حينا ، ومنشطرا.
إِهتَز في قفَصي قلبي ليحضُنه
فَخَر شوقي على. أعتَابه شُكُرا.
ادركت ان عميد التِّيم بين يدي
ولست في الحُلْم ،بل صار اللُّقى قَدَرا.
صافحته فانجَلت في الجو بَسمتُه
والشوق يرقص في أرجائنا زُمَرا.
فقال لي : كيف حالة الحُب بينكمُ
الايزال الجوى في صُلبكم نَضِرا.؟
إني رأيت نجوم الليل قد خَفتَت
وما أعَدّت لنا في رُكحِها سَمَرا.
قلت له :بل طيور العشق قد رحَلت
عنا ، ولا شَدو من أوكارها صَدرا.
لم يبق من سِيَرِ الحب العَفيف سوى
صدى لِمؤنِسةٍ جُدتم بها دُررا.
فارجع لِلَيلاكَ لا تَيأس لفُرقتها
قد طال حبُّكما كل الدّنى سِيَرا.
وَدعْ ينابيعنا تَرثي مَنابعها
إن الجحُوش أحالَت صَفوَها كَدَرا.
وفجأةً لاح طيف الطَّل يومِئ لي
أَنْ يا أُخَيّ قد انفضَّ اللُّقى وَدَنا
وقتُ الوداعِ فَهَيا نُعلنُ السَّفرا.
دُقّت طبولٌ وعمَّ الصمت مَجمَعنا
فعاد حيث أتى المَلُّوح. مُعتذرا.
شعر:بودر أبو بسمة.المملكة المغربية.
فاس في:3\2\2025
المؤنسة:من أجمل قصائد الغزل التي تغنى بها قيس بليلاه.ومطلعها:
تذكرت ليلى والسنين الخواليا
وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا.
قراءة ماتعة.