" خبِّئيني "
"
خبِّئيني مثل خمرٍ بالدِّنانْ
وانقذي المولود من بطشِ الجَّبانْ
جفّفي يا أرض ظلماً قد حدانا
يترك الأقصى دنيساً للكيانْ
أين بيتي أين مهدي أين أمِّي
أين من كانت تفيني بالحنانْ
اَنقذيني من عراءٍ قد تجنَّى
كم تردِّينا بنومٍ من وسانْ
هل تغافينا لمكرٍ قد عمانا
أم تولَّى الحقد يرمي للمهان
قد سقانا الدَّهر حزناً وارتوينا
بل شبعنا الموت من فرط الطعانْ
قبل حينٍ جاء رفلٌ من عداءٍ
سارقٌاً للأرض ينهي بالجُّمانْ
قد دعى للجمع نسلاً من شَتَاتٍ
كي يباهي السَّبطَ عوناً للخوانْ
طغمةٌ تأتي بجمرٍ من لظاها
أحرقت نبتي لتبني بالمكانْ
اَرفقي يا أرض فينا وارحمينا
قد رميتينا بسهمٍ ذو سنانْ
اِنزعي الأحزان عنَّا واسعدينا
إن أبيتِ العون نألوا للهوانْ
كم تباكينا لنحظى من كفافٍ
صوتنا بالجوعِ يَعْلو للعنانْ
قد توسَّمنا بإنصافٍ سياتي
غير أن العدلَ حبرٌ بالبيان
عزوتي في طور غيبٍ أغفلتنا
قد أناطتْ أمرها سبق الرهانْ
هل بلغنا الصَّمت من أمرٍ أتانا
أم لبسنا الجُّبن خوفاً من دخانْ
أمتَّي قومي لفجرٍ واجمعينا
لم نَعُدْ نبني لِفَخْرٍ من زمان
بقلم سوريانا
السفير .د. مروان كوجر