لا تــــــحـــــــــــــــــــــــــــزن يا إبن آدم
لا تحزن يا إبن آدم وتمهل إلى يوم الحساب
فلا رخاء ولاجاه يدوم مهما كانت الأسباب
فأعلم أن المرء بالتربية وحسن الأخلاق والآداب
وليس بالمركز والشهادة و كثرة الألقاب
من تبشع بعطف وحنان الأم دون جرعات الأكواب
وليس بزخرفة و زركشة طرز رقع الثياب
ولا بوفرة الرزق وتنوع الطعام ولذة حلاوة الشراب
فالمرء برجاحة العقل والضمير و ليس بالجمال الخلاب
فالمرء بخصاله وخلقه المعلوم و ليس بما يعاب يعاب
ممن يؤجرون على حسن الخلق بالأجر و الثواب
من أهل النخوة و العزة بين العامة محترم مهاب
فلا تكون ممن تستهويه نفسه للغرور من شدة الإعجاب
الدنيا مراحل و محطات وسراديب مراب
المرء بها عابر لا مفر من القبر ولو تعد السن كل النصاب
فلا تخشى اللئام فهمها المكر و المظهر الكذاب
ولا تخشى الكلاب فلا تسحن سوى فرز اللعاب
فلا يمكنها تصليح التلف من الأعطاب
فكن الفتى الفارس المغوار من يصون الوديعة و يحفظ الكتاب
ممن يقرؤون السلام ويردون بأحسن الجواب
فلا يغرنك بريق الحياة المؤدي إلى السراب
فكن واثقا بالله و بنفسك أنك بشر راحل ذاك هو عين الصواب
ولا تتكل على غيرك و لا تعتمد على كثرة الأصحاب
فالكل يري فيك مصلحته و حاجته بشفافية الضباب
فالطعن في الظهر بسم الخنجر ذاك هو الطلب المستجاب
والغدر و الزيف والنفاق مبتغاهم بين جمع الأقطاب
فلا يحسنون سوى القذف والنميمة من فنون الأغتياب
ملعثمين من شدة الخوف وكثرة الإضطراب
يلطخون الصورة التي أبدع الله في صنعها حتى تصير إلى لون الشهاب
يظهرون لك الدقة والخفة أكثر من السنجاب
تحسبهم أوفياء بعدما يظهرون في صورة ضلال الأهداب
لا يملون من التجسس وحشر الأنف بكثرة السؤال والإستجواب
فهذا حال الصحبة و كثرة الخلان من نوع الأطناب
يعملون المستحيل للتودد والتمكن من الإقتراب
فلا لشيء إلا لهدر حقك و نهبه و سلبه بالإغتصاب
إذن فلا تحزن و أرجع إلى الله وكن خير أواب
فأتق الله وراعي ضميرك قبل أن تغلق الطرق وتسد الأبواب
فالله هو الرازق من فوق السحاب
وأعلم أنك عائد إلى أصلك كونك خلقت من تراب
فيومها لا ينفع ندم و لا تأخير, فإما نجاة أو لظى عذاب
كتبت بالمنطقة الثالثة بالعقبة بالأردن 06 أفريل 2015 س1و43د
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون-ستراسبورغ فرنسا