بلا زينة بلا قناع***
.............................
كما لكل شيئ
ينتمي إلى عصر ما قبل المرآة ... كانت
لم تكن التفاحة "مدهونة"
ولا الغزالة "ممهورة"
و كانت ...
و لم يكن الجمال ليرتدي خدعة
ولا الليل يداري إرتباك العين
ولحظ لحظة ...
حين مرت مساحيق ذات رداء
في حرير تسعى
تمشي و تتمايل أطراف ألوانها
تزرع فوق الغصن قناع ضوء و رغبة
كانت ...
و قالت النسوة عنها "غريبة"
من رفضت الكحل وقالت:
"ما حاجتي للسواد ؟"
من رفضت المساحيق و قالت :
وما حاجتي لطلاء إن كان وجهي يعرف متى يتورد أو يذبل ؟
أنثى
و أي أنثى ... أمام جمع يمزج الأقنعة ب الماء
دخلت ... كأنهن ينظرن عرافة
وكلهن يلمعن بزينة
كلهن يلمعن
لتدخل أو تخرج كما هي ...
و تعلن تمردها على مقاييس كل أنوثة كاملة :
"أنا الفوضى الجميلة
وأنا ... خليط تلك الضحكة العالية والهمس الخفيض"
"أنا عجينة عنادي الطفولي ب الصدق الوقح"
"و أنا الملامح التي لا تجامل أحدا
وجه زلزال صغير"
"و أنا ...
من جاء ليوقظ ساحة الوقت
أن الحقيقة أجمل من النسخة المحسنة"
"و أنا التي أسأل ب عينين و أجيب ب نبض :
أوتظنون الجمال يصاغ ؟
و أن العين هندسة ؟
و أن الأنف يعاد تشكيله
كأنه أخطأ المرة الأولى ؟؟؟؟"
"و أعرف حالها الأولى ...
كان الجمال ب خفق و نبض
و كنتن وكنا ..."
و أنا المتمردة على كل لوحة وإطار في بهاء الطين
نقية حد الوضوح
حقيقة وجه الألم
و دونما إلتفاتة ...
قامت وخلعت ظلها على غصن زيتونة
وراحت تتقفز براري الأفق
تركض وتركض كما ... لون الكلمات الأخيرة
في لقاء حب لم يكتمل
إختفت ... لا
تحولت
( محمد الحسيني)