" أحمر ... يرتسم ! "
قد كنتُ و لا زلتُ أظن أن الشفق الأحمر لما يرتسمُ في الأفقِ ، يتركُ لنا بعضاً من صدى القُبَلِ التي تزهو بها النفوس و ترتوي من رُصافَتِها حد الشِّبَع نواصي الرؤوس ... ولكن هيهات هيهات ، وقد أشار الأُفُقُ بانقطاع من كان يوما أنيسا و ترياقا لقلبي العليل !
هذه رسالتي أرفعها لك وقد ارتعدت من مضمونها الأنامل ، و أبت من حِملها إلا بُغْيَةَ الوسائل ، نبضي لك خافق ، و نفسي لك طالق ، و بيني وبينك عزيز قد ذلَّ ، و حبيب أصابه أثيرُكَ فضلَّ!!
كم هو جميل أن تنعتق الأرواح من سجون الذكريات ، و كم هو قبيح بالخِلَّانِ إظهار الزَّلَّات ، و تتبع العورات .. أرفع اليراع لأخطَّ به ما قد علق في غياهب الفؤاد الكلوم ، و أعبرَ به من خلال صفحات قصة ذلك المشؤوم ، مضى لحاله وقد ابتلاني بفراقه ! ، مضى لحاله وقد أشجاني بظلاله ! ، مضى لحاله وقد اكتويتُ بلوعة الرحيل ، و زادنيه الحنين سقما فأصبحتُ عليل...
هي كلمات ليست كباقي الكلمات ، هي كلمات وليست ألفاظا خاوية كأنها أعجاز نخل مُنقَعِر .. إلى متى يا حبيب القلب ؟ ، إلى متى وقد أوشكتِ الدنيا أن تتسربل لباسها الأسود ، معلنة انسكاب ظلمة الليل ، لتبدأ قصة الأرق بعزف سمفونية العذاب و الوُجْدْ .
مُتَّكأي هو قلمي النابض بك ، و ضجيعي هو ركام بَرْيِ اليراع لأحتمي به عند الخطوب ، فأشعر بدفئ الوجود ، شمسك التي أنارت صباحي ، قد أزفت على المواراة ! ، ولكن لا عتب عليها فهي لناموسها أقرب ، ولمُرادها أرغب ، ولكن أنت انتَ كيف أجدُك ؟ ، أترضى بحضور طيفكَ أم ترضى بغياب صداقتك ؟
أكتب و أكتب ولكن كساعٍ إلى الهيجاء بدون سلاحِ !!
أتمنى أن ترسل أثيرك لآخذ من عبق الوجود ، رُذاذ وُدِّنا الذي نعقَ به " غرابُ البَوْنِ " ! .
بقلمي : أ. سيد علي تمار