غربة الروح.
كلما تقدمت في العمر كلما شعرت أن الحياة أصبحت غريبة عني.أو ربما أصبحت غريبا عنها..
كسرنا الزمن و قتل فينا حب الاستمرار.أرى الناس حولي مثل عصافير الشجن.
وجوه شاحبة.عادات غريبة.تعابير غريبة..غرباء .عن أهالينا عن ذواتنا عن أبناءنا عن موطننا. عن هويتنا .غربة نتعايش معها نلبسها و تلبسنا نبكيها و تبكينا و تستمر السفينة في الإبحار نحو المجهول....كأننا خلقنا لزمن غير زماننا. زمان نشكوه غربتنا نساوره الهموم توجعاً ويزيد همنا و جرحنا إن خلونا بظلمتنا و عرفنا أن الزمن هو الزمن و المكان هو المكان و أن مصدر الشجن هو الإنسان...
غربة ارتضيناها عنوانا . تتكرر ايامنا و تتشابه و أفقدنا تكرارها نعيم الحياة.
،فأصبحنا نرى التشابه في جميع الأشياء..لبسنا الغباء لما فهمنا.و استبدلنا الابتسامة بالحزن. فقدنا الكلمة لما تلحفنا بالصمت..أمام قول الحقيقة
فقدنا الكلمة لما اخترنا الأقنعة بديلا أمام المواقف.و إثبات الذات...
فقدنا الكلمة لما جعلنا من الحمقى مشاهير .و فرشنا لهم منابر الرقص.
فقدنا الكلمة لما دفنا الماضي و تنكرنا له.
فقدنا الكلمة لما جهلنا أو تجاهلنا من نحن ..
حملنا هم الدنيا و هم الصحة و هم الرزق و هم الغد .و فكرنا في كل شيء. حتى فقدنا كل شيء.....
ادريس العمراني