لهيب الروح
يزورني طيفها كلما هب نسيم الهوى
كعطر فاضت بين أكوابه النسائم
يغمرني نبض الحنين و البعد و النوى
و يشنقني حبل الشوق و هي به أعلم
سنين العمر لم تزدها إلا بهاء و حسنا
ترتديه فوق الجمال رونق و قوام
هل أخفي لهيبا به القلب اكتوى
و سهما رماني به اللحظ و المبسم
يغار الشفق من لون الخدود إذا استوى
على صفحاتها خجل تسمو به و تتنعم
لاموني في عشقها ليتهم ما فعلوا
فلم يزدني العذال إلا علة و أسقام
وهبت لها فؤادا يكابد حر الجوى
و قلبا لها بداخله مسكن و مقام
كيف أنساها و هل تفيدني السلوى
و أنا ناسك في محرابها و الناس نيام
من رأى حالي يعرف أسرار بلواي
فكيف أخفي هواها بداخلي و أكتم
النهار و الليل في عشقها قد تساوى
فيهما الحنين و الشوق و الهيام
ظمأ أصاب الوريد ليته ابتل و ارتوى
بخمرة وصال لا يحاكيها مدام
أراها بعيوني ليس بعيون غيري
كأنها خلقت و لأجلها خلق الغرام
ادريس العمراني