الى زوجي وفقيد قلبي رحمه الله
... عاد لي بالكفن ...
أكــتبُ وقــلمي يــنزف ألــماً
عن حــبيبٍ عــاد لي بالكــفن
وعن قُبلةِ وداعٍ طبعْتُها على
نعْشِهِ الطّاهرِ، مُكلّلةً بالحَزَن
سالَ دمعُ العينِ مِدْرارا فتمزّقَ
القلبُ، وشــابتْ نواصي الزّمن
والــرّوحُ أدْمــتْها قُـروحُ الفــقْدِ
فاتّخذت الأسقامُ الفؤادَ لها سَكن
والنّـفسُ بـين احْــتِضارٍ ونــزاعٍ
وعلى قيْدِ الموتِ بات هذا البدن
والأرضُ غَـدتْ كالبِـطاحِ المُـقْفِرة
وسهْمُ الفقْدِ اخْترقَ الوتينَ وطَعن
وإذا مـا جـنَّ الليلُ يصْرخُ القلب
مـناجِياً طـيْفَهُ في السّرِ والعَــلن
يــنادي أين الحــبيبُ والسّــند
ويــهْمِسُ في غــصّةٍ وشَــجن
قد كـان نــوراً يــضيءُ الدّربَ
وفي قوافي الحياةِ كان كالوطن
كــريـمٌ جــوادٌ، طــاهـرٌ طــائـعٌ
ملْتهِب العزيمةِ لا يعرف الوَهَن
شامخٌ في وجْهِ الأعاصيرِ كجَبلٍ
ثــابتٍ لا يــتزعْـزع في المِــحَن
بــاعَ النّــفْسَ لِخـالِــقِها فارْتــقى
شــهيداً يُــزَفُّ إلى جـنّاتِ عــدن
بقلمي/ بيسان مرعي