لمّا رأيتُ الدّارَ بَعْدَ رَحِيله
صَاحَ الفُؤَادُ بِذِكْرِه متذكرا
هَاجَتْ جِنَانُ القَلْبِ تَسْأَلني عن
مَنْ كَانَ يَسْكُنُ فِي الدِّيَارِ تَحَسّرَا
فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ وَالفُؤَادُ يَلُومُنِي
وَالعَيْنُ تذرِفُ وَالكَلاَمُ تَبَعْثَرَا
وَالقلب ﻓِﻲ حزْنٍ ينَادِي باكيًا
أين (العتيق) ابن الكرام تأثّرا؟
فَبَقَيْتُ أَبْكِي وَالدّمُوعُ كَأَنّهَا
البُرْكَانُ يَحْرِق مُهْجَتِي مُتَفَجِّرَا
فَخَرَجْتُ أَبكي تائها فِي حَسْرَةٍ
مُتَوَجِّعًا لِفِراقه مُتَكَدّرَا
وَلَسوف تَبْقي دائمـًا في أَعْيني
مَثلاً جَميلاً رَائعًا مُتَعطّرا
وٌتظَلّ ذكْراك الجَمِيلة بَلْسَمًا
تَشْفي القُلوب وَفِي الجَميع مُؤثّرا
أسامة الكوت..